يعيش حزب جبة القوى الإشتراكية حربا داخلية علنية بين أبرز قيادييه بفعل إختلاف الرؤى بخصوص المشاركة أو مقاطعة تشريعيات ربيع 2017، حيث يعتبر الافافاس من بين التشكيلات السياسية القليلة التي لم تفصل بعد في هذا الملف وتركت المجال للصراعات و التجاذبات قبل التئام المجلس الوطني يوم السبت المقبل ، و هي التي شاركت بقرار تاريخي من الزعيم الرحل حسين آيت احمد في تشريعيات ماي 2012. وكشفت قضية إحالة أحد أبرز أحد أبرز القياديين في الافافاس على المجلس التأديبي للحزب بما لا يترك مجالا للنفي أو التهرب عمق الازمة الداخلية التي يتخبط فيها أكبر حزب معارض في الجزائر، بعدما اجتهد مراقبون على مدار الاسابيع الماضية في الإستدلال بتأخر الإعلان عن موقف الحزب من الرهانات الإنتخابية المقبلة للتأشير على وجود صراعات داخلية بين القيادات و المناضلين. و يتهم مناضلون في حزب الدا حسين القيادة الحالية بالإنقلاب على مبادئ الحزب المستمدة من بيان أول نوفمبر و ميثاق الصومام و محاولة السيطرة على المؤتمر المقبل للأفافاس بتكميم الاصوات المعارضة ، و بدا هؤلاء من خلال بعض التسريبات مصممين على مواجهة قرار إقصاء أحد اعضاء الهيئة الرئاسية من خلال مواصلة الكفاح داخل الحزب من أجل احترام و تطبيق القانون الأساسي بطريقة حيادية، و هو ما ينذر بتصدع علني في صفوف الأفافاس قبل أشهر من الإنتخابات التشريعية. لكن الرجل القوي في الافافاس محمد نبو لا يزال ينفي وجود أي خلافات داخل الحزب حول الإنتخابات أو حول نية تغيير القيادة الحالية مبرزا أن ما يثار هو مجرد إشاعات وإدعاءات يراد من ورائها زعزعة استقرار الحزب. بدوره بدا الأمين الوطني لجبهة القوى الاشتراكية، عبد المالك بوشافة بعد ما يفوق ال6 أشهر على تنصيبه عاجزا عن تحقيق إجماع داخل حزبه حول خيار المشاركة في التشريعيات المقبلة ، رغم أن جل تصريحاته الاخيرة سارت في سياق نبذ سياسة الكرسي الشاغر و مواصلة النضال داخل قبة البرلمان . و لمح بوشافة في تجمع شعبي عقده مؤخرا في قسنطينة إلى ميل حزبه نحو المشاركة عندما قال إن تشكيلته السياسية تسعى للتواجد بقوائمها في 48 ولاية خلافا للتشريعيات الماضية أين وجدت بعض الصعوبات في إعداد القوائم ببعض الولايات . لكن المسؤول الاول عن الحزب ترك الإعلان عن القرار النهائي إلى غاية نهاية أشغال المجلس الوطني في 10 ديسمبر، معتبرا أن المناقشات التي ستحصل ستكون كفيلة بتقديم الإجابة . و يعتبر الافافاس من بين التشكيلات السياسية القليلة التي لم تفصل بعد في ملف الإنتخابات المقبلة إلى جانب كل من حزب العدالة و التنمية و طلائع الحريات و الحرية و العدالة ، بينما أعلنت جميع التشكيلات السياسية الأخرى مشاركتها في هذا الرهان الذي يعتبر الاول في ظل دستور الجزائر الجديد ، ماعدا حزب جيل جديد لزعيمه جيلالي سفيان الذي أعلن المقاطعة. يشار إلى أن الافافاس عاكس في الإنتخابات السابقة كل التوقعات و اعلن مشاركته في تشريعيات ماي 2012 برسالة من جنيف، خطها الراحل حسين آيت أحمد بحبر أحمر، معتبر أن الجزائر _خط أحمر_ لا يرضى لها الانزلاق في أتون ما يسمى الربيع العربي .