انقضى الأسبوع الأول من العطلة الشتوية دون تسجيل أي دروس للدعم على مستوى العديد من المؤسسات التربوية عبر التراب الوطني، رغم تحذيرات الوزارة الوصية باتخاذ إجراءات صارمة في حق كل المؤسسات التربوية التي أغلقت أبوابها ولم تلتزم بتعليماتها وبضرورة برمجة دروس للدعم خلال الأسبوع الأول من العطلة لصالح تلاميذ الأقسام النهائية المقبلين على امتحانات مصيرية نهاية السنة، إلا أن التلاميذ والأساتذة، على حد سواء، فضّلوا استغلال عطلتهم، ومنذ اليوم الأول، بعيدا عن أي دروس. أغلقت مختلف المؤسسات التربوية على مستوى التراب الوطني أبوابها خلال العطلة الشتوية في الوقت الذي التزمت نسبة قليلة جدا بتعليمات وزارة التربية الوطنية القاضية بضرورة فتح المؤسسات خلال العطلة أمام التلاميذ المقبلين على الامتحانات النهائية في الأطوار التعليمية الثلاثة للاستفادة من دروس الدعم. وحسب عينات لعدد من مؤسسات التربوية خلال جولة ميدانية ل السياسي بالعاصمة وضواحيها، تم تسجيل نسبة قليلة جدا من المدارس والمتوسطات والثانويات التي فتحت أبوابها لاستقبال التلاميذ لأجل تلقي دروس الدعم، حيث قاطع الأساتذة والتلاميذ، على حد سواء، الأقسام مفضّلين قضاء كل أيام العطلة الشتوية بعيدا عن مقاعد الدراسة. وقد أرجع مختصون في الشأن التربوي هذا العزوف عن الالتحاق بالمؤسسات التربوية لتلقي دروس الدعم المجانية إلى تفضيل نسبة كبيرة من التلاميذ خاصة المقبلين على شهادة البكالوريا التوجه لتلقي الدروس الخصوصية في المواد الأساسية التي يشهدون فيها صعوبات عوض الذهاب إلى الثانويات، مبررين ذلك كون الأساتذة خلال الدروس الخصوصية يقدمون شروحات أكثر وأفضل من تلك التي يقدمونها داخل الأقسام. وأضافت ذات المصادر، أن أسباب عدم التزام الأساتذة بتقديم دروس الدعم للتلاميذ خلال العطلة كون نسبة منهم يزاولون مهامهم في مناطق وولايات بعيدة عن ولاياتهم الأصلية ما يجعلهم يفضّلون مقاطعة هذه الأخيرة والتنقل لقضاء العطلة مع ذويهم، ناهيك عن تزامنها مع انطلاق التكوين التحضيري والبيداغوجي للأساتذة الجدد الذي انطلق يوم 24 ويمتد إلى غاية 31 ديسمبر الجاري والذي حال دون إمكانية التحاق الأساتذة بمؤسساتهم خاصة المشرفين على الأقسام النهائية. من جهة أخرى، أرجعت مصادر نقابية أسباب فشل تنظيم دروس الدعم والاستدراك خلال العطلة الشتوية لكون هذه الأخيرة جاءت بشكل مفاجئ بعد أن تم الإعلان من طرف وزارة التربية عن بداية العطلة من يوم 20 ديسمبر وتمديدها إلى غاية 08 جانفي، حيث لم يتسن للأساتذة وضع برنامج خاص بدروس الدعم كما إن التلاميذ كانوا قد غادروا الأقسام مساء الثلاثاء، الأمر الذي حال دون إمكانية برمجتها.