ينتظر أن تكون الشراكة الاقتصادية ما بين الجزائروروسيا سنة 2017 جد واعدة، على ضوء الاتفاقات الثنائية العديدة الموقّعة سنة 2016 والتي تميزت بتبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين، لاسيما تلك التي قام بها الوزير الأول، عبد المالك سلال، إلى موسكو في شهر أفريل المنصرم. وانطلاقا من الإرادة المشتركة في متابعة تنفيذ إعلان الشراكة الإستراتيجية الموقّع سنة 2001 بمناسبة الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، إلى روسيا، أضفت الجزائروموسكو ديناميكية جديدة على تعاونهما الثنائي بحيث ينتظر أن تجنيا خلال السنة الجارية ثمار الاتفاقات العديدة الموقّعة في مجالات مختلفة. وتعد الزيارة التي قام بها الوزير الأول، عبد المالك سلال، إلى موسكو في شهر أفريل المنصرم أبرز حدث سنة 2016 التي كللت بنشاط مكثف وتبادل الزيارات لوفود البلدين وتوقيع عدة اتفاقات في مجالات السكن والطاقة النووية والتكنولوجيات الحديثة والثقافة والاتصال بهدف دفع المبادلات التجارية التي قدرت سنة 2015 ب885 مليون دولار. أما بخصوص الاستثمارات والمبادلات التجارية، فقد عرفت الشراكة الثنائية قفزة جديدة مع تنظيم منتدى الأعمال على هامش زيارة سلال بحضور ما يقارب ال500 متعامل اقتصادي. كما شكّل التوقيع على مذكرة تفاهم وتعاون اقتصادي بين الجزائروروسيا تأكيد لإرادة البلدين في إرساء قواعد متينة لشراكة دائمة ومفيدة للطرفين. وبهذه المناسبة، أكد الوزير الأول أنه تم اتخاذ إجراءات قانونية وتنظيمية ملموسة في الجزائر من أجل تشجيع الاستثمار والشراكة وتحسين مناخ الأعمال ورفع كل العقبات. وكان منتدى موسكو فرصة لرجال أعمال جزائريين من أجل تعميق المحادثات مع نظرائهم الروس حول مشاريع متفق عليها في المنتديات السابقة أو في مجالس الأعمال المنعقدة في العاصمتين. وتتمثل القطاعات المعنية وهي كثيرة ومتنوعة في الصناعات الزراعية - الغذائية والصحة والبنى التحتية والعقار والنقل والصناعات الثقيلة والخفيفة، إضافة إلى التكنولوجيات. واحتضنت العاصمة الروسية معرض موسكو الدولي للأغذية ال25 بمشاركة أزيد من عشرين مصدّر جزائري لمنتجات الصناعات الزراعية - الغذائية. وسمحت هذه التظاهرة التي تجمع كل سنة مؤسسات تمثل أكثر من 60 بلدا للمؤسسات الجزائرية بالوقوف على الفرص المتاحة لدخول هذا السوق عن طريق ترقية العلامة الجزائرية لدى العديد من الشركاء الأجانب. وينتظر المصدرون الجزائريون بحماس معرض موسكو الدولي للأغذية، إذ يرون فيه فرصة مناسبة لترقية العلامة الجزائرية في روسيا وفي بلدان آسيا الوسطى. وتم تخصيص مساحة 100 متر مربع لكل دولة من أجل عرض وبيع منتوجاتها طوال السنة.