قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن بلاده تتطلع إلى بناء علاقات مميزة مع العراق وثمّة رغبة مشتركة في العمل معا في الحرب ضد الإرهاب. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة العراقيةبغداد رفقة نظيره العراقي، إبراهيم الجعفري. المملكة العربية السعودية تقف على مسافة واحدة من جميع المكونات العراقية وتدعم وحدة واستقرار العراق. وتعد هذه الزيارة، التي لم يعلن عنها سابقا، الأولى لوزير خارجية سعودي إلى العراق منذ نحو 14 عاما. وقال الجبير، إن هذه الزيارة تأتي لإعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها الصحيح، مؤكدا أن بلاده تدعم وحدة واستقرار العراق. وشدد الجبير على أن المملكة تقف على مسافة واحدة من جميع المكونات العراقية، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية. واستقبل رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، الجبير والوفد المرافق له، وقال بيان صدر عن مكتبه إنهما بحثا تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والسبل الكفيلة لتعزيزها في جميع المجالات ومحاربة عصابات داعش الإرهابية في إشارة إلى مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية. واضاف البيان أن الجبير هنأ رئيس الوزراء العراقي بالانتصارات المتحققة في العراق على العصابات الإرهابية في المعارك الجارية لاستعادة مدينة الموصل من أيدي مسلحي التنظيم، مبديا استعداد المملكة العربية السعودية لدعم إعادة الاستقرار في المناطق المحررة. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول في الخارجية العراقية قوله إن الجبير أبلغ المسؤولين في الخارجية العراقية أن بلاده تنظر في تعيين سفير جديد لها في بغداد. يذكر أن السعودية فتحت سفارتها في بغداد في عام 2015، وعينت ثامر السبهان سفيرا لها، للمرة الأولى بعد نحو ربع قرن من إغلاقها إثر غزو القوات العراقية للكويت في عام 1990. وقد استبدلت السعودية سفيرها في بغداد بقائم بالأعمال بعد شهور من مطالبة وزارة الخارجية العراقية بذلك، بعد أن أدلى بتصريحات حول ما وصفه بالتدخل الإيراني في الشؤون العراقية واضطهاد السنة. وسبق للسبهان أن انتقد قوات الحشد الشعبي ودورها في المعارك التي تخوضها القوات العراقية ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية. وعُد تعيين سفير سعودي في بغداد عام 2015 مؤشرا على بدء تعاون وثيق بين البلدين في محاربة تنظيم الدولة. ووصف المتحدث باسم الخارجية العراقية، أحمد جمال، في بيان أصدره، الزيارة بأنها كانت إيجابية جدا وأعتقد أنها ستعطي زخما ايجابيا لفتح صفحة علاقات جديدة بين البلدين ، موضحا أن عدم الإعلان المسبق عنها جاء تلبية لطلب الجانب السعودي. وأوضح البيان أن المحادثات تطرقت إلى العمل على فتح منفذ جميمة بين البلدين وتفعيل الطيران المدني، للقيام برحلات جوية مباشرة بين البلدين. وتخيم التوترات الطائفية التي تعمقت في المنطقة بعد النزاعات الدائرة في سوريا واليمن بظلالها على العلاقات السعودية - العراقية، إذ تتهم السعودية الحكومة العراقية بالقرب من منافستها الإقليمية إيران، حيث تدعم القوتان الإقليميتان أطرافا متحاربة في هذه البلدان.