أكد وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، بالجزائر العاصمة، على ضرورة تبني إستراتيجية جديدة، تهدف إلى إحداث إصلاحات عميقة، تجعل من الثقافة رافدا من روافد التنمية المستدامة. وركّز وزير الثقافة في مداخلته أمام لجنة الثقافة والإعلام والشبيبة والسياحة بمجلس الأمة حول مشروع إصلاح المنظومة الثقافية، على الدور الذي يمكن أن تلعبه بعض القطاعات في مقدمتها السينما بمشاركة الخواص. وقال في هذا الصدد انه يتعين في ظل غياب كلي للاستثمار الخاص في الصناعات الثقافية وضع تحفيزات جبائية لفائدة المستثمرين المقيمين او في إطار الشراكة مع الخارج للحد من هيمنة المنتوج الثقافي الأجنبي، كما تفتح المجال لتصدير المنتوج الجزائري. كما أشار إلى إمكانية منح القروض والضمانات وتوفير العقارات، لاسيما في الأماكن الحضرية لانجاز المشاريع الاستثمارية التي تخدم الاقتصاد الوطني في ظل تقليص الاستثمار العمومي في الثقافة، مضيفا انه بإماكان المؤسسات الثقافية العمومية والخاصة من تمويل مشاريعها من خلال قروض بنكية، داعيا البنوك الى تكييف قواعدها مع طبيعة النشاط الثقافي. كما يشمل مسار الإصلاح، حسبه، مراجعة منظمة الدعم العمومي للثقافة بالاعتماد نسبيا على الموارد الذاتية وترشيد النفقات مع دعم الجمعيات الثقافية حسب مقاييس موضوعية وإنشاء قاعدة بيانات رقمية بين القطاعات لتشيد الإعانات. وقال بشأن إصلاح المنظومة المؤسساتية لقطاع الثقافة التي توظف أكثر من17.000 موظف وعامل، ان التقييم الذي قامت به الوزارة أظهر بعض النقائص والتداخل في الصلاحيات مما دفع بالوصاية في 2016 الى إعادة هيكلتها بتقليص عدد المؤسسات دون المساس بحقوق العمال. وتشمل اصطلاحات المنظومة يضيف الوزير أيضا عصرنة آليات التسيير ووضع سياسة تكوينية لرفع قدرات المؤسسات وإعادة نشر المستخدمين حسب الاختصاصات بما في ذلك وضعية الفنانين المنتسبين للمؤسسات العمومية. كما أكد خلال جلسة الاستماع على إعادة صياغة دور الثقافة العمومية مع الإبقاء على دعمها في المجالات التي تخص ترقية الأبعاد التربوية والثقافية وإنجاز مكتبات المطالعة العمومية والمتاحف وتوصيل المنتوج العمومي، الثقافي للمناطق النائية وأيضا حماية التراث وترميمه. وتنوعت أسئلة نواب مجلس الأمة الذين ابدوا اهتماما كبيرا بمسألتي السينما والتراث والآثار مع التأكيد على الاهتمام أكثر بالمناطق الداخلية والنائية في توفير المرافق والمنشآت الثقافية وتنظيم الفعاليات حتى لا تبقى الثقافة حكرا على المدن الكبرى. كما اكد الوزير على ان الثقافة تراهن على الجزائر العميقة لان المدن الكبرى وصلت، كما قال، مرحلة الإشباع وقال بشان اللغة الامازيغية انها تعرف انتعاشا، فهي حاضرة في كل الفعاليات (معارض وسينما وموسيقى..) وبمستوى عال. وفي حديثه عن الآثار، أكد أن العمل حاليا مركز على العمليات الاستعجالية لان هناك معالم تتطلب أموالا كبيرة لترميمها إضافة إلى نقص الخبراء في هذا المجال مما دفعنا إلى الإستعانة بالخبرات الأجنبية .