فعلها ترامب.. أخير، ووفى بوعوده الانتخابية تجاه الصهاينة، وأعلن عن نقل سفارته إلى القدس، هذا الإعلان الذي حضر له الصهاينة جيدا،بعد الخطة الشيطانية للبرنارد ليفي هينري، المسماة إعلاميا ب الربيع العربي الذي أوهم بها الشعوب بشعارات رنانة أدت إلى تدمير وتقسيم دول عربية في ظرف وجيز، وتم إثر ذلك إغراق العرب والمسلمين بفتن ومشاكل داخلية أبعدتهم عن الهدف الرئيسي للأمة والقضية الأولى والأخيرة بالنسبة للمسلمين وهي القدس، وفلسطين، هذا ما فتح الطريق أمام الكوبوي الأمريكي للمضي قدما في تحديه للمسلمين، لكن ما لم ينتبه له المخططون الصهاينة أو تجاهلوه هو أن إعلان ترامب قد أعاد الوحدة العربية والقضية الفلسطينية إلى الواجهة، ووحد المسلمين بجميع طوائفهم على كلمة واحدة، ضد هذا التمادي، فما علينا اليوم الا ان نقول للمغامر ترامب شكرا لك، على هديتك التي بعثت ببوادر توحيد صفوف أمتنا الممزقة بالمؤامرات والحروب الأهلية. وقد يكون هذا الاعلان فرصة حقيقية من أجل الاستفاقة من اوهام برنارد ليفي هنري ومن معه، والعودة الى جادة الصواب، والالتفاف حول قضايا الامة المجهرية، وقد يقول قائل ان الصهاينة مخططون بارعون والاكيد انهم لم تفوتهم هذه النقطة، لكن دروس التاريخ علمتنا ان المستعمر تلميذ غبي على حد قول الجنرال الفيتنامي جياب، وأن لكل محتل هفوة تقلب عليه الطاولة ويكون عبرة للتاريخ، ويبدو ان خطوة ترامب هي بمثابة انطلاق شرارة ثورة فلسطينية لطرد الصهاينة ليس من القدس فقط بل من فلسطين بشكل كامل، فشكرا سيد ترامب على إعادة القضية الفلسطينية الى الواجهة بعدما نفقد الامل في حضورها في ضمائر الشعوب العربية من جديد، كما انها ستكشف من هو مع القضية الفلسطينية ومن عمل ضدها ومزال .