كثفت الجزائر جهودها مؤخرا لحل الازمة الليبية ، بحيث يشارك وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل اليوم، في اجتماع ثلاثي تنسيقي، لوزراء خارجية تونس، الجزائر ومصر، بالعاصمة تونس، حول ملف التسوية الشاملة في ليبيا، في وقت يحل فيه رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي فايز السراج بالجزائر للتباحث حول مسار التسوية السياسية للأزمة الليبية. الاجتماع الرابع من نوعه، اتفق عليه خلال اجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث بالقاهرة في 15 نوفمبر الفارط، وسيخصص لبحث آخر مستجدات الملف الليبي، وآفاق الحل السياسي الشامل، ومتابعة المبادئ المعتمدة في إعلان تونس للتسوية الموقع في 20 فيفري الماضي، والاجتماعات التي تلته في الجزائر، نيويورك والقاهرة. وسيكون اجتماع اليوم مناسبة لتحديد خطة العمل للمرحلة القادمة على المستوى الثلاثي، علما أن مساهل كانت له الكثير من اللقاءات مع أطراف الأزمة الليبية، وقام بعدة زيارات إلى ليبيا من أجل لقاء كل الأرقام التي من شأنها المساهمة في إيجاد حل لمعادلة الأزمة الليبية، بما في ذلك شيوخ وممثلي القبائل. و عشية الاجتماع الهام ،قال المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، في بيان صحفي إن مناقشات الوزراء الثلاثة سوف تتركز على آخر مستجدات الشأن الليبي في إطار آلية دول الجوار العربي الثلاثية لليبيا، استكمالاً للمباحثات الدورية ما بينهم . وأشار إلى أن الاجتماعات ستتناول بصفة خاصة المسار السياسي، والوضع الأمني في ليبيا. وأضاف المتحدث أن اجتماع دول الجوار العربي الثلاث يأتي في توقيت هام وبالغ الحساسية، يتم خلاله تكثيف جهود الاممالمتحدة ومبعوثها الخاص غسان سلامة لتنفيذ خارطة الطريق الخاصة بالعملية السياسية في ليبيا . بدوره سيقوم رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، اليوم بزيارة عمل إلى الجزائر، حسبما أفاد بيان لمصالح الوزير الأول. و أوضح البيان أن رئيس المجلس الرئاسي الليبي سيتطرق مع الوزير الأول، أحمد اويحيى، إلى تطور الوضع في ليبيا والجهود المبذولة في إطار مسار التسوية السياسية للأزمة الليبية بناء على الاتفاق السياسي ل 17 ديسمبر 2015 . و ختم البيان ستسمح هذه الزيارة بتجديد موقف الجزائر الثابت في دعمها لجهود الأممالمتحدة وتفعيل مبادرة السلم في ليبيا على أساس الحوار الشامل والمصالحة الوطنية. و زيارة فايز السراج ستكون الأولى منذ اللقاء بينه وبين اللواء خليفة حفتر في باريس برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل عدة أسابيع، وهو لقاء أسفر عن اتفاق هدنة، علما أن الرئيس الفرنسي وخلال زيارته إلى الجزائر الاسبوع الماضي تناول موضوع الأزمة الليبية، وأكد تقارب الموقفين الفرنسي والجزائري بشأن كيفيات الخروج من الأزمة التي تعصف بهذا البلد منذ سقوط نظام معمر القذافي، وأنه بات من الضروري أكثر من أي وقت مضى دعم الجهود الأممية من أجل التوصل إلى حل سلمي سياسي توافقي للأزمة الليبية.