جمعية الأولياء: حذاري من عواقب تعنت الوزارة والنقابة خرج أمس مئات التلاميذ بمختلف المؤسسات التربوية بالعاصمة والبليدة ومختلف ولايات الوطن إلى الشارع تضامنا مع الأساتذة المعزولين في المقابل قاطع التلاميذ بالموازاة مع الأساتذة المضربين امتحانات الفصل الثاني التي انطلقت أمس عبر الأطوار التعليمية الثلاثة. احتج أمس مئات التلاميذ عبر العشرات من المؤسسات التربوية على مستوى ولاية الجزائر، تضامنا مع الأساتذة المضربين الذين تم عزلهم من منصابهم. وطالب التلاميذ المحتجون الذين قاطع العديد منهم امتحانات الفصل الثاني التي انطلقت أمس في بعض المؤسسات، بإعادة أساتذتهم المعزولين إلى مناصب عملهم، رافضين مواصلة السنة الدراسة عند الأساتذة المستخلفين خاصة بالنسبة لتلاميذ السنوات النهائية على غرار الثالثة الثانوي. وشملت الاحتجاجات كل من بلدية القبة وبئر خادم، حيث طالبوا بعدم عزل أساتذتهم واستبدالهم بأساتذة مستخلفين لاسيما وأن غالبية هؤلاء الأساتذة تفوق خبرتهم العشر سنوات. ومن بين هذه المؤسسات المتواجدة بتراب بلدية بئر خادم ثانوية عبد الله الصديق (حي زونكا) وثانوية لوراري وكذا ثانوية رحوان أعمر الى جانب ثانويتي حامية و سعد دحلب بالقبة التي رفض تلاميذها مزاولة الدروس صبيحة امس، علما أن وزارة التربية أقرت أن الامتحانات في جميع الأطوار قد انطلقت الأحد. وفي نفس الموضوع، أكدت الأستاذة توات، ممثلة نقابة الكناباست بثانوية محمد خيضر بالقبة، أن أساتذة هذه المؤسسة حذروا التلاميذ من الدخول في حركة احتجاجية ودعوهم إلى البقاء خارج النزاع القائم بين وزارة التربية والنقابة. وأشارت إلى أن عدد الأساتذة الذين تم عزلهم بهذه المؤسسة بلغ 9 في حين بلغ بثانوية عبد الله الصديق أزيد من 20 أستاذا أشاروا إلى أنهم رفضوا استلام قرارات العزل لأنهم، كما قالوا، ليسوا في حالة تخلي عن المنصب وإنما في حالة إضراب وهم متواجدون في مقرات عملهم يوميا. من جهة أخرى، عرفت عدة ولايات عبر الوطن على غرار سكيكدة والوادي وڤالمة بالخروج إلى الشارع في وقفات احتجاجية خارج مؤسساتهم التربوية تضامنا مع أساتذتهم المفصولين، فيما طالبوا بإنهاء الإضراب والعودة إلى الدراسة. وفي ذات السياق، أكدت وزارة التربية الوطنية قد حذرت من خروج التلاميذ إلى الشارع أوقات الدراسة، حيث حملت مديري المؤسسات التربوية مسؤولية خروجهم إلى الشارع، مشيرة إلى تسليط عقوبات صارمة ضد مديري مؤسسات التربية حسب ما ينص عليه القانون والتشريع المعمول به. للتذكير، فإن العدد الإجمالي للأساتذة المعزولين بسبب إضراب المفتوح لنقابة الكناباست ، بلغ قرابة 4 آلاف على المستوى الوطني، من الأساتذة الذين رفضوا الالتحاق بالمؤسسات التربوية، في حين بلغ عدد الذين عادوا إلى الأقسام للتدريس ما يقارب ال5500. من جهتها، تخوفت جمعية أولياء التلاميذ، من خروج التلاميذ لمساندة الأساتذة المطرودين، بسبب الإضراب المفتوح الذي شنته نقابة الكناباست . وفي هذا السياق، قال نائب رئيس جمعية أولياء التلاميذ، رابح طبال، أن هناك أطرافا تحرض التلاميذ على الخروج للشارع ومقاطعة امتحانات الفصل الثاني، مشيرا إلى بقاء 16 أسبوعا فقط من الموسم الدراسي 2017/2018، وهي غير كافية. وأضاف المتحدث، أن 12 أسبوعا من الإضراب سيؤدي إلى تراجع مستوى التلميذ وقد يتعفن القطاع، مضيفا أن الجمعية كانت طرفا في المفاوضات مع نقابة الكناباست ، حتى يتقبلوا شرط الوزارة بوقف الإضراب كسبيل للتفاوض، إلا أنها تفاجأت برد النقابة بعدم وقف الإضراب، وأنها ستتفاوض مع الوزارة، مثلما تفاوضت الجزائر مع ديغول وقت الحرب، فيما أشار إلى أن تعنت الوزارة والنقابة، وفرض كل منها شروط قبل التفاوض، دفع ثمنها التلميذ. وكان المستشار بوزارة التربية، محمد شايب ذراع، قد أكد أن الرزنامة المدرسية المعلن عنها في بداية السنة ستحترم، مشيرا إلى أنه تم اتخاذ جميع التدابير البيداغوجية والتنظيمية من أجل ضمان تمدرس التلاميذ وتدارك التأخر الناجم عن إضراب الكناباست لاسيما في بولايتي البليدة وبجاية. وحسب الأرقام غير الرسمية التي تداولتها بعض الصحف الوطنية، فان عدد الأساتذة المضربين الذين تم عزلهم بلغ قرابة ال4 الاف أستاذ.