أجمع العديد من المختصين في مجال تسيير النفايات، يوم الأحد بالبليدة، أن نقص الإمكانيات المادية والبشرية يحول دون تجسيد مشروع إعادة تثمين النفايات القابلة للرسكلة الذي من شأنه إلى جانب المحافظة على المحيط در عائدات مالية معتبرة. وذكر هؤلاء المختصين الممثلين للعديد من المؤسسات والهيئات الناشطة في المجال البيئي خلال مشاركتهم في أشغال يوم دراسي حول (تسيير النفايات ودورها في تحقيق التنمية المستدامة) بجامعة سعد دحلب، أن معاناة أغلبية بلديات الوطن من مشكل نقص عمال النظافة وكذا شاحنات جمع النفايات وحتى الحاويات الخاصة بالفرز الانتقائي للنفايات يحول دون تطبيق المساعي الرامية لإعادة تثمين ورسكلة هذه النفايات. وفي هذا السياق، أكد عبد الحق رويبي خبير في تسيير النفايات في مداخلته التي حملت عنوان (التسيير الأمثل للنفايات)، أن أغلبية بلديات الوطن تشتكي من نقص الإمكانيات البشرية والمادية حيث تحصي عامل واحد لكل 500 نسمة، في حين يقدر المعدل العالمي بعامل لكل 200 نسمة. وأضاف الدكتور رويبي، أن النسبية الأكبر من النفايات المنزلية التي يتم جمعها يتم التخلص منها في المفرغات دون إعادة تثمينها ورسكلتها، داعيا في هذا الباب إلى وضع مخطط وطني لتنظيم هذا المجال بهدف خلق مداخيل جديدة من جهة وكذا الحفاظ على البيئة من جهة أخرى. من جانبه، أكد ممثل المؤسسة العمومية لجمع النفايات المنزلية (متيجة نظافة)، يعيش عاشور رمضان، أن نقص الإمكانيات المادية خاصة الشاحنات وكذا الحاويات عطل توسيع تجربة الفرز الإنتقائي للنفايات التي مست في بدايتها عدد من الأحياء الواقعة بعاصمة الولاية. ومن المنتظر أن تستأنف هذه التجربة مستقبلا بعد استلام المؤسسة مؤخرا 26 شاحنة جديدة، حيث ستمس أحياء جديدة على غرار تلك المغلقة والتي تتوفر على لجان حي، على أن توظف المؤسسة عامل يشرف على هذه الحاويات بكل حي بهدف ضمان نجاحها. كما تعتزم المؤسسة أيضا مع نهاية السنة الجارية استحداث وحدة خاصة بالفرز الانتقائي للنفايات، حيث ستتكفل برسكلة النفايات التي يتم جمعها تمهيدا لبيعها لمراكز الردم التقني، الأمر الذي من شأنه استحداث مصادر دخل إضافية لهذه المؤسسة العمومية. من جهة أخرى، تطرق الدكتور أوعابد بجامعة سعد دحلب إلى مشكل آخر يتمثل في نقص الإطارات المتخصصة في مجال تثمين النفايات، وهو الأمر الذي تعمل على سده جامعة سعد دحلب من خلال فتح شهر أكتوبر المنصرم ماستر (تسيير النفايات) والذي يعد نتيجة ثمرة تعاون ما بين هذه الجامعة ونظيرتها روستوك بألمانيا وبدعم من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي. كما تم على هامش هذا اليوم الدراسي الذي نظم بمبادرة من نادي طلابي تابع لكلية علوم الطبيعة والحياة بمشاركة الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، إقامة معرض لعدد من المنتجات المصنوعة من النفايات المسترجعة على غرار كراسي من الحطب ومزهريات.