أكد المشاركون في اليوم العلمي التحسيسي الأول حول مكافحة داء السرطان المنظم بسيدي بلعباس، على ضرورة إشراف فريق طبي متخصص على الحالات المصابة بداء السرطان من أجل ضمان تكفل أمثل بها وتوفير لها علاج نوعي ومتخصص. وشدد المتدخلون من أطباء مختصين وعامين وأساتذة جامعيين وباحثين على ضرورة تسخير فريق طبي متخصص يعمل بالتنسيق والتشاور ما بين أطرافه من أجل إحداث تسلسل في عملية العلاج وتجنيب مرضى السرطان المضاعفات الخطيرة وضمان تكفل أحسن بهم وتقليص أعباء العلاج. وأكد في هذا السياق، رئيس مصلحة العلاج الكيميائي بالمستشفى الجامعي بوهران، الأستاذ بوسحبة عبد القادر، أهمية وضع الملف الخاص بالمصاب بداء السرطان لدراسته من طرف فريق من الأطباء من مختلف التخصصات ما يضمن تنظيم عملية العلاج ومنه ضمان التكفل الأنجع. وأضاف أن تكفل فريق طبي متخصص بمرضى السرطان لا يجعل الطبيب مسؤولا لوحده عن مرض يتطلب علاجات كثيرة على غرار الجراحة والعلاج بالأشعة والعلاج الكيمياوي والأشعة الطبية وغيرها من العلاجات المتخصصة، مشيرا إلى أن هذا التنظيم والتنسيق سيسمح بالسيطرة أكثر على المرض من ناحية التشخيص الدقيق وتجنب التعقيدات ومراحل تقدم المرض ومنه وصف العلاج الضروري. ونوه من جهته مدير مركز مكافحة السرطان لسيدي بلعباس، أحمد غيار، باستراتيجية الدولة ومخططها لمكافحة داء السرطان من خلال إنجاز مراكز جهوية لمكافحة داء السرطان بعدة ولايات لتجنيب المرضى عناء التنقل لطلب العلاج ومنح مواعيد في أجل قصير، فضلا عن توفير الأدوية والعلاج الضروري وكذا المرافقة الطبية والنفسية للمريض أثناء فترات العلاج. وأبرز ذات المسؤول، أن مثل هذا النوع من الملتقيات المنظم لأول مرة والذي سيرسم تنظيمه سنويا يسمح بتبادل الخبرات والمعارف ما بين مختلف الأطباء المختصين والفاعلين في قطاع الصحة. كما يسمح كذلك بالتعريف بآخر ما توصل إليه العلم في ما يتعلق بعلاج السرطان بمختلف أنواعه وكذا تعريف المرضى بالأدوية ومختلف العلاجات المتوفرة. وتضمن هذا اللقاء التحسيسي الذي بادرت بتنظيمه المديرية المحلية للصحة والسكان بالتنسيق مع مركز مكافحة السرطان لسيدي بلعباس، عرض الاستراتيجية الوطنية لمكافحة داء السرطان ومناقشة محاور أخرى تتعلق بالكشف المبكر عن مختلف أنواع السرطانات، فضلا عن تقديم عرض مصور لهذه المنشأة الصحية ذات الطابع الجهوي التي دخلت حيز الاستغلال مؤخرا. للإشارة، يستقبل مركز مكافحة السرطان لسيدي بلعباس الذي يتسع ل120 سرير يوميا ما بين 70 إلى 80 حالة مرضية، حيث يتم التكفل بها على مستوى مصلحتي العلاج الكيمياوي والعلاج بالأشعة. وقد استقبل منذ دخوله حيز الخدمة في سبتمبر 2017 ما يزيد عن 600 حالة تم التكفل بعلاجها كيماويا وقرابة ال1000 حالة تم معالجتها عن طريق الأشعة.