الأفافاس يعقد مؤتمراً إستثنائياً في أفريل المقبل دخل حزب جبهة القوى الاشتراكية، في أزمة تنظيمية وسياسية عويصة، هي الأعنف منذ وفاة زعيمه التاريخي الحسين آيت أحمد في 2015، وسط مخاوف من زوال هذا الإرث النضالي ذي الثقل السياسي والتاريخي. وناقش، أمس الاول، المجلس الوطني لأقدم حزب جزائري معارض ملف الأزمة التنظيمية في ضوء انسحاب 3 قادة من الهيئة الرئاسية الجماعية وهم: علي العسكري وسعيدة إيشلامن ورشيد حاليت. ولم يشهد الحزب استقرارًا تنظيميًّا خلال السنوات الأخيرة، ما رهن دوره في الحراك السياسي الذي تمرّ به الجزائر، خصوصًا أن أدواره الريادية في قيادة جبهة المعارضة تراجعت بشكلٍ لافتٍ. وقررت قيادة جبهة القوى الاشتراكية، الذي تأسس عام 1963 على يد الراحل حسين آيت أحمد، عقد مؤتمر استثنائي في 20 افريل المقبل، لانتخاب هيئة رئاسية جديدة، كذلك تقرّر إنشاء هيئة رئاسية توافقية للتحضير للمؤتمر. وقال علي العسكري العضو المستقيل في تصريحات اعلامية، أمس، إنّ الحزب في الوضع الحالي يسير بطريقة غير شرعية، استنادًا إلى المادة 48 من القانون الأساسي لجبهة القوى الاشتراكية الأفافاس. وينصّ البند القانوني أنه وفي حال تقلص عدد أعضاء الهيئة الرئاسية إلى أقل من ثلاثة، يتعين تنظيم مؤتمر استثنائي لانتخاب هيئة رئاسية جديدة، ما يعني أن عقد مؤتمر استثنائي لجمع شتات الحزب أضحى صرورة مُلحّة. ودعا العسكري كوادر الجبهة وأنصارها إلى الانخراط بقوة في تنظيم مؤتمر جديد يُعقد بصفة استثنائية، بعد أقل من 5 سنوات عن المؤتمر السابق، والذي أفضى إلى قيادة جماعية مكونة من 5 عناصر. ووصف علي العسكري قرار المجلس الوطني، الذي عقد الجمعة، بأنه انتصار للديمقراطية، وتغليب لمصلحة الحزب التاريخي على المصالح الشخصية. وتقرّر إنشاء هيئة رئاسية توافقية لتحضير المؤتمر الاستثنائي، وشهد اجتماع المجلس الوطني للحزب حالة من التوتر بين قياداته بشأن المخرج الممكن للأزمة. وظلّت جبهة القوى الاشتراكية تتصدر أحزاب المعارضة لعقود من الزمن، ويتخوف مناضلو الحزب من ضياع هذا الإرث التاريخي والسياسي، في حال استمرار الخلافات بين الفرقاء، ما يُهدّد بزوال الجبهة الاشتراكية وانقسام كوادرها وسط انتشار الأحزاب التي توصف بالصغيرة. إسماعيل. ض