تم مؤخرا بوهران عرض تقنية جديدة لمكافحة السرطان بالإعتماد على النانوتكنولوجيا والتي طورها باحثان جزائريان بالتعاون مع آخر صيني. ويتعلق الأمر بعامل أمدندريم الجديد لعلاج الأورام الصلبة المقاومة للعلاج التقليدي والذي طوره البروفيسوران الجزائريان المقيمان بفرنسا حفيظ بلحاج الطاهر وصادق نور الدين وكذا البروفيسور الصيني غونغوا يانغ. وتم تقديم هذا الابتكار الجديد ضد السرطان من قبل مطوريه خلال يوم دراسي حول الابتكار في مكافحة السرطان: تقنية النانوقان و السرطان الناتج عن الإشعاعات الذي انتظم بمقر مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية من طرف الوكالة الموضوعاتية للبحث في علوم الصحة بالتعاون مع جامعة أبو بكر بلقايد لتلمسان وتحت إشراف المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي. يتم لأول مرة في الجزائر تقديم هذا العامل الجديد لمكافحة السرطان والذي تحصل على براءة الاختراع في عام 2015. ونريد أن تستفيد بلادنا من هذه التكنولوجيا والسماح للجزائريين بالعلاج داخل الوطن دون التنقل إلى الخارج، حسبما صرح به البروفيسور المختص في علم الصيدلة والكيمياء، حفيظ بلحاج الطاهر. ويعتبر أمدندريم نظام نانو طبي محمل بمسارات تنقل كمية من أشعة الرينيوم. ويقوم فور حقنه بالورم بتعقب الخلايا السرطانية، حسب ذات المختص. وبعد عدة تجارب ناجحة على الحيوانات، تم إجراء اول اختبار بمستشفى زيجيانغ بمدينة شانغهاي (الصين) في نوفمبر الماضي على مريض صيني يبلغ من العمر 50 سنة مصاب بسرطان القولون في مرحلته النهائية مع تنقل المرض إلى الكبد والرئتين. وبفضل حقنة واحدة على مستوى الكبد، ظهرت علامات جد مبهرة للشفاء بعد ثلاثة أسابيع فقط من العلاج، يضيف نفس المتحدث. وأبرز من جهته البروفيسور صادق نور الدين، ان العلاج بهذه التقنية يتم خلال حصة واحدة بحقن 20 جرعة من الرينيوم، مشيرا الى أنه بالمقارنة مع العلاج التقليدي فإن تكلفته مقبولة جدا. وسيتم قريبا معالجة 15 مريضا أخرين برومانيا يعانون من السرطان في المرحلة الأخيرة، وفق ذات المصدر. وبالنسبة للجزائر، أعرب صادق عن رغبته في توفر جميع الشروط للشروع في تطبيق تكنولوجيا النانو وتكوين الطاقم المعالج. كما اعتبر الشريك الصيني غوانغوا يانغ أنها ثورة حقيقية في عالم النانوتكنولوجيا والطب بشكل عام، معربا عن وجود نية للاهتمام بالأورام الخفيفة وسرطان الثدي على سبيل المثال. ومن جانبه، ذكر مدير الوكالة الموضوعاتية للبحث في علوم الصحة، نبيل عوفن، بأن ترقية صحة المواطن تعد إحدى أولويات الدولة، مشيرا الى ان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة جعل مكافحة السرطان أولوية مع وضع برنامج لمكافحة السرطان 2015-2019 وسن قانون للبحث متعدد القطاعات. لقد حددت المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي والوكالة الموضوعاتية للبحث في علوم الصحة أولويات في ميدان البحث. وبفضل الزملاء الثلاث، سنضع خارطة طريق بجدول زمني والتي سوف يتم قريبا المصادقة عليها ووضع كل الترتيبات والوسائل لتجسيد سريعا مركز للبحث والتطوير على مستوى القطب الصحي لتلمسان، يضيف ذات المتحدث. أما ممثل المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي، صحراوي، فأشار الى أن الباحثين الثلاثة سيمنحون ترخيصهم مجانا لجامعة تلمسان من أجل إنشاء أرضية تكنولوجية مخصصة لتكنولوجيا نانوقان. كما تم على هامش هذا اليوم الدراسي التوقيع على اتفاقية بين المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي وجامعة تلمسان والباحثين الثلاثة لإنشاء هذه الأرضية. وتميز هذا اللقاء بتقديم مداخلات حول السرطانات الناتجة عن الإشعاعات على غرار الإشعاعات والمخاطر المسببة للسرطان و التجارب النووية الفرنسية في الجنوب الجزائري .