تشتهر العائلات المقيمة بدائرة تنس وضواحيها (55 كم شمال غرب ولاية الشلف) بتحضير خلال أيام السنة وخصيصا عيد الفطر المبارك ما يعرف ب كعك النقاش المتوراث منذ سنين طويلة عن الأجداد والأمهات، حيث لم يمنع تطور صناعة الحلويات من اندثاره بل أصبح تقليدا وبصمة خاصة بهذه المنطقة التي تعرف بتاريخها العريق وكذا تمسكها بتقاليدها وموروثها. وصرّحت السيّدة مريم، أستاذة الحلويات بمركز التكوين المهني بتنس، أن كعك النقاش يعد من الحلويات الأساسية والدائمة الحضور في أفراح ومناسبات العائلات التي تقطن بكل من تنس، سيدي عكاشة وقالول، وهي حلوى يمتد تاريخها إلى مدينة تنس العتيقة حيث كانت النسوة تعكف على تحضيره وتوزيعه خلال مختلف الولائم، لينتشر فيما بعد إلى بعض المناطق المجاورة كشرشال وبجاية. وتضيف السيّدة مريم، أن الجدات والأمهات كنّ يصنعن كعك النقاش في البداية من الدقيق وباقي المكونات، ليستعمل فيما بعد طحين القمح اللين (الفرينة) بديلا له مع السكر ومضافات أخرى، فيما يبقى الشيء المميز فيه هو طريقة تزيينه وكذا مذاقه الخاص الذي يستهوي عديد الأجانب حتى أضحى مطلوبا بكثرة في محلات الحلويات. ورغم تطور مجال صناعة الحلويات لا يزال كعك النقاش إلى غاية اليوم يصارع مختلف الأنواع التي يتم تحضيرها خصوصا خلال مناسبة عيد الفطر المبارك، حيث قالت في هذا الشأن السيّدة آسيا أن مختلف العائلات بمنطقة تنس وضواحيها تقوم بإعداد كعك النقاش كأول نوع من حلويات عيد الفطر، ليتم فيما بعد الانتقال كمرحلة ثانية إلى باقي الوصفات. لا يمكن الحديث عن حلويات عيد الفطر دون كعك النقاش فهو وصفة تقليدية ورثناها عن أمهاتنا وتندرج ضمن عاداتنا، كعك النقاش وصفة غير مكلفة وكذلك صحية فهي تراعي مقدار السكر وهو ما من شأنه أن يسمح بتناوله لدى مرضى السكري ، تضيف السيّدة آسيا التي تؤكّد أن كعك النقاش أصبح اليوم موضة الحلويات وتعبيرا عن تقاليد أهل تنس خلال الأعراس المحلية بعد أن كان في وقت ما يستهلك فقط داخل العائلة. بدورها، تعتبر الآنسة فاطمة من مركز المدينة أن كعك النقاش يمثل هوية منطقة تنس، قائلة أن إعداده يشعرك انك لا تزال متمسكا بالعادات والتقاليد. وعن تحضيره من عدمه في منزلها، أوضحت أنها من محبي هذه الوصفة التي تحافظ على الذوق الطبيعي الممزوج بماء الزهر والمزينة بحبات القرنفل غير أنها تفضل اقتناءها من أهل الاختصاص حيث تبتاع كميات من محلات الحلويات أو تجلبها من لدى أفراد العائلة القاطنين بمدينة تنس. من جانبه، قال سعيد (بائع حلويات بالشلف مركز) أن كعك النقاش يعد من الحلويات المطلوبة محليا حيث يفضل كثير من المستهلكين شراءه نظرا لذوقه المتميز وكذا عدم وجود المضافات وأنواع الكريمات التي قد تفسد سريعا، مشيرا إلى أن مناسبة عيد الفطر تعرف تزايد الطلب على هذا النوع من الحلويات التي تصنف ضمن تقاليد المنطقة. وبطريقة تحضير بسيطة تجمع بين مقادير من الفرينة والسكر والزبدة والبيض بالإضافة إلى مبشور الليمون الطبيعي وحبات القرنفل التي تعتلي ديكوره المنقوش يدويا، يستهويك كعك النقاش لتذوقه والعودة إلى تقاليد مدينة تنس العريقة تاريخيا خاصة في مناسبة عيد الفطر المبارك وكذا خلال الأعراس والحفلات المحلية.