يظل المقروط المعروف لدى العامة ب سلطان الصينية والذي يشكل أحد كلاسيكيات الحلويات التقليدية الجزائرية متربعا على عرشه بقسنطينة رغم العدد الكبير لأنواع الحلويات المقترحة في عديد كتب الطبخ وعبر الإنترنت. ويعد المقروط الذي يحضر أساسا من الدقيق المحشو بالتمر المطحون (الغرس) والسمن أحد أنواع الحلويات التي تحظى بشعبية كبيرة والأكثر استهلاكا من قبل القسنطينيين، حيث تبدو الصينية من النحاس التي يتم وضعها من أجل استقبال الأقارب والجيران ناقصة في حال خلوها من هذا النوع. واعترفت أمال، وهي سيدة بيت وأم ل5 أطفال وتعد واحدة من الأشخاص المولوعين بالمقروط منذ نعومة أظافرها، بأنها لا يمكن تصور تمضية العيد دون وجود هذا النوع اللذيذ من الحلويات الذي يزين، حسبها، صينية القهوة التي تنمق بعناية لاستقبال الضيوف. وأوضحت في الوقت الراهن مع القنوات التلفزيونية والإنترنت، أضحى لدى النساء عديد الخيارات من وصفات الحلويات التي تجمع بين الذوق والجمال المقترحة عليهن لكن يظل المقروط في نظري غير قابل للمقارنة، هذا الى جانب أن مقادير تحضيره في متناول الجميع حتى الأسر ذات الدخل المتواضع. فمنذ سنتين باشرت هذه السيدة عملية بيع هذه الحلوى التقليدية وفق الطلب خلال مختلف المناسبات على غرار الأعياد الدينية وحفلات الختان والزواج. واستنادا للمتحدثة حتى وإن كانت عديد النساء العاملات أو الماكثات في البيت تقتنين مع اقتراب عيد الفطر مختلف أنواع الحلويات التقليدية التي تحضر باللوز والفول السوداني بأسعار باهظة من محلات بيع المرطبات والحلويات (من 2800 إلى 3500 د.ج للكيلوغرام الواحد)، فإنهن تفضلن على العموم تحضير المقروط بأنفسهن بدل شرائه من بعض الحرفيات اللواتي يحضرنه على حسب الطلب. ومع حلول الأيام الأخيرة من شهر رمضان حيث يكون الطلب كبيرا جدا، يحدث تشبع في الطلبات خلال الأسبوع الأخير من هذا الشهر الفضيل، حسب ما أكدته من جهتها نادية وهي حرفية متخصصة في صنع الخبز التقليدي (خبز الدار) والكسرة والحلويات التقليدية المحضرة باللوز ولكن أيضا المقروط الذي لا غنى عنه. ويعد المقروط الذي يباع ب700 د.ج للكيلوغرام الواحد أو 2800 د.ج لصينية كاملة تتوفر على 4 إلى 5 كلغ من أكثر الحلويات المطلوبة والتي يتعين على نادية التي تلبيتها خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، وفقا لذات الحرفية، التي أفادت في هذا الصدد بأنها تضطر لرفض الطلبات المتأخرة بسبب عبئ العمل الذي يقع عليها. مقروط خالي من بروتين الغلوتين لمرضى الإضطرابات الهضمية حتى وإن كان المقروط مفضلا من طرف جميع الفئات العمرية، فليس من الضروري أن يكون مفيدا لصحة جميع متذوقيه المولوعين به على غرار مرضى الاضطرابات الهضمية داء السيلياك الذي لا يلائمهم الغلوتين (بروتين موجود في بعض الحبوب مثل القمح والشعير والخرطال). ومن أجل إيجاد بديل لمنع استهلاك ذلك المحضر من الدقيق المضر بصحة هؤلاء الأشخاص، بادرت بعض النساء الماكثات في البيت إلى تحضير مقروط دون بروتين الغلوتين بالاعتماد على الذرة ومسحوق الأرز على وجه الخصوص. ويعرض هذا النوع، الذي يباع في عدد قليل من المحلات التي تقترح منتجات خالية من بروتين الغلوتين بقسنطينة لاسيما بحي سيدي مبروك، بمبلغ 250 د.ج ل12 قطعة علاوة على حلويات تقليدية أخرى يتم فيها تعويض الفرينة والدقيق بالذرة على وجه الخصوص. وتلقت مريم وهي أم لطفل مصاب بهذا المرض المزمن داء السيلياك والذي يحتاج إلى حمية قاسية خالية من الغلوتين هذا الحل البديل بكثير من الفرح والارتياح.