شرع فريق من أخصائيين من المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في علاج الحروق بيار وكلودين شولي بالجزائر العاصمة في تقديم خدماته الصحية لفائدة مرضى بالمؤسسة العمومية الاستشفائية بتڤرت، 612 كلم جنوبالجزائر العاصمة، يعانون من حروق بدرجات مختلفة، حسب ما علم لدى المكلف بالإعلام لدى هذه المؤسسة الطبية. وأوضح الدكتور وافق خالد، وهو المختص في جراحة الحروق، أن هذه المبادرة الطبية التي تدوم 4 أربعة أيام تهدف إلى توفير تغطية صحية جيدة وتقديم الفحوصات اللازمة لمرضى يفوق عددهم ال100 مريض يعانون من حروق مختلفة وذلك من خلال عمليات جراحية وتدخلات لترميم التشوهات وإعادة التأهيل الحركي و مختلف الفحوصات الطبية المجانية وضمان، من جهة أخرى، التكوين المتواصل للأطباء على مستوى القطاع الصحي بتقرت. وأضاف أن هذه القافلة الطبية المتكونة من أخصائيين في الحروق والجراحة والعظام وكذا طاقم شبه طبي متخصص تعد فرصة لتوفير رعاية طبية متخصصة للمرضى المحتاجين لهذا النوع من التدخلات الجراحية التقويمية (معالجة آثار التشوهات من الحروق وجراحة تجميل الوجه والعظام والفك) دون مغادرة مقر إقامتهم حيث ستضمن عديد الفحوصات الطبية بغرض المساهمة في التكفل بالحالات وتخفيف عبئ تنقل المرضى نحو المراكز الاستشفائية الجامعية بالشمال بحثا عن الأخصائيين من أجل العلاج. وأكد الدكتور وافق بأن المؤسسة الاستشفائية بيار وكلودين شولي الكائنة بشارع باستور بالجزائر العاصمة عازمة على متابعة برامج التوأمة التي دأبت على القيام بها مؤسسات استشفائية جامعية بشمال الوطن مع مستشفيات ولايات الجنوب والهضاب العليا من أجل التكفل الأنجع ببعض الحالات لتفادي تنقل المرضى إلى ولايات شمال البلاد لأغراض العلاج. وأوضح بالمناسبة، أن كل الإمكانيات الضرورية قد وفرتها إدارة المستشفى بما يسمح للفريق الطبي من القيام بعمله في أحسن الظروف وإجراء فحوصات للمرضى ضمن هذا الاختصاص المفقود بالولاية، مبرزا أن العملية تشمل المرضى من مختلف الأعمار لا سيما الأطفال ممن يعانون من هذه التشوهات وبخاصة على مستوى المرافق وأماكن الحركية التي تستدعي جراحة تقويمية. ومن جهته، أشار منسق الخدمات شبه الطبية في المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في علاج الحروق بالعاصمة، صغير إلياس، إلى أنه سيتم خلال هذه التوأمة تقديم دروس تكوينية حول الممارسات الطبية الجيدة والتكفل بالمرضى الذين يعانون من آثار ما بعد الصدمة والحروق والتشوهات الخلقية لاسيما المتعلقة بترميم الوجه وتعقيدات سرطان الجلد والتي سيؤطرها هؤلاء الأطباء الأخصائيين لفائدة الممارسين والفريق شبة الطبي بالمؤسسة الإستشفائية العمومية لتقرت. وقال صغير إلياس أن التكفل بالمصابين بالحروق مكلف جدا، وبالتالي، من الضروري التركيز على الوقاية من خلال تكثيف الحملات التحسيسية لنشر الوعي داخل الأسرة والمدرسة بين مختلف فئات المجتمع بالنظر إلى ارتفاع حالات الإصابة بالحروق في الجزائر ونتائجها كالإعاقة وبتر الأعضاء التي يقع ضحيتها الأطفال بالدرجة الأولى. وذكر المسؤول الطبي أن مبادرة التوأمة بتقرت التي سبقتها قوافل طبية أخرى في نفس الإطار على غرار ولايات الوادي والمسيلة تعد بمثابة فرصة لاكتساب مهارات جديدة في مجال التكفل بالحروق والعاهات التي تسببها من خلال تبادل التجارب والخبرات الطبية الحديثة واستعمال التقنيات الجديدة في هذا المجال بين الأطباء المؤطرين والأطباء العاملين بذات الهيئة الاستشفائية.