قادرون على الصمود أمام الانجليز والمرور إلى الدور الثاني كشف القائد الجديد للمنتخب الوطني عنتر يحيى عن العزيمة الكبيرة التي تحدو زملائه لرفع التحدي و تقديم مقابلة في المستوى أمام إنجلترا، حيث أوضح في هذا السياق بأن العناصر الوطنية تجاوزت الإحباط النفسي الذي عاشت على وقعه بعد الهزيمة الأولى، لكن التفكير الآن منصب على مباراة الغد للظهور بوجه مشرف، و الدفاع عن الحظوظ إلى غاية آخر لحظة من عمر اللقاء، و لو أن إبن مدينة سدراتة أعرب عن إستعداد النخبة الوطنية لتأدية مقابلة في المستوى، لتشريف الكرة الجزائرية، حتى لو كانت عواقب الإقصاء من المونديال، لأن هدفنا كما صرح للنصر يتمثل في السعي للظهور بوجه مشرف، مع بذل قصارى الجهود على أمل تجسيد حلم التأهل إلى الدور الثاني. هل لك في البداية ان تصف لنا الأجواء السائدة داخل المنتخب الوطني قبل ساعات من موعد الحسم و مواجهة المنتخب الإنجليزي؟ لا يخفى على أحد بأننا دشنا مشاركتنا في هذا المونديال بهزيمة لم تكن مستحقة أمام سلوفينيا، و هو التعثر الذي يبقى من الصعب هضمه، لأننا كنا قد قدمنا مباراة في المستوى، و كان بإستطاعتنا إحراز النقاط الثلاث بالنظر إلى الفرص التي أتيحت لنا، و كذا سيطرتنا الطفيفة على مجريات اللعب، لكن منطق كرة القدم لا يخضع لأية معطيات، و الحظ حالف السلوفينيين بإحرازهم هدفا قاتلا في وقت جد حساس، و لكم تصور حالتنا النفسية بعد هذا السيناريو، لأنني شخصيا أعتبره كابوسا ذكرني بسيناريو مباراة القاهرة، عندما كنا قاب قوسين أو أدنى من التأهل المباشر إلى المونديال، إلا أننا تلقينا هدفا في الوقت بدل الضائع أجل فرحتنا، و كاد أن يحرمنا من التواجد الآن في جنوب إفريقيا. ما نستخلصه من كلامك أن اللاعبين منهارون نفسيا بعد الهزيمة ؟ كلا.. فقد تجاوزنا مرحلة الإحباط النفسي، و الطاقم الفني عمد إلى الرفع من معنوياتنا، و تشجيعنا على النظر إلى المستقبل من زاوية التفاؤل، خاصة و أننا ظهرنا بوجه جيد أمام سلوفينيا، كما أن الجميع حاول التضامن مع شاوشي و غزال عقب الأخطاء التي إرتكبها كل واحد منهما، لأن الهزيمة مسؤولية التشكيلة بأكملها، و لا يمكن ان يتحملها عنصران فقط، و عليه فإنني أؤكد بأن اللاعبين طووا صفحة المقابلة الأولى و هم مصممون على رد الإعتبار و تقديم مباراة في المستوى ضد منتخب إنجلترا. و ما هو السيناريو الذي تتوقعه لهذه المواجهة، لأنكم مطالبون بتسجيل نتيجة إيجابية ؟ الأكيد أن المواجهة تكتسي أهمية بالغة للطرفين، لأننا و كما قلتم لا نملك خيارا آخر سوى تفادي الهزيمة للبقاء في السباق من أجل المرور إلى الدور الثاني، في حين سيسعى الإنجليز بدورهم إلى الفوز لتعزيز الحظوظ في التأهل، مما يعني بان اللقاء سيشهد إندفاعا بدنيا كبيرا، و المنافس سيسعى لفرض إيقاع لعبه، لكننا لن نبقى مكتوفي الأيدي، مادمنا قد تعودنا على اللعب دون مركب نقص أمام المنتخبات المصنفة في خانة الكبار على الصعيد العالمي، و لنا في المباريات الودية ضد الأرجنتين، البرازيل و حتى الأوروغواي الأدلة على أننا متخصصون في ترويض الكبار و تأدية مقابلات في المستوى ضدهم، و هو عامل ساعد على تحريرنا من كل الضغوطات الخارجية، و سنعمل على تقديم أفضل ما عندنا على أمل تسجيل نتيجة إيجابية تسمح لنا بتعليق مصيرنا في المونديال على نتيجة اللقاء الثالث ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية. بعد الجولة الأولى هل أصبحت لديكم نظرة شاملة عن منافس الغد ؟ المنتخب الإنجليزي قوي و لا يحتاج إلى تعريف، لأنه دخل المونديال في ثوب أحد أبرز المرشحين للتنافس على اللقب العالمي، و تعادله في اللقاء الأول مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لا يمكن أن يكون المقياس الحقيقي للوقوف على مدى إستعداد هذا المنتخب لمنافسة بحجم المونديال، و الحقيقة أن منتخب إنجلترا قوي بترسانة نجومه، خاصة في وسط الميدان و الهجوم، لكن هذه النجوم لا تخيفنا، لأننا تعودنا على ذلك عندما لعبنا ضد ميسي و نجوم الأرجنتين، ثم ضد البرازيل بنجومها كاكا و رونالدينهو في سنة 2007، و بالتالي فإننا متحررين من كل الضغوطات، و لا نخشى المنافس، و هاجسنا الوحيد هو الضغط النفسي المفروض علينا نتيجة المعطيات التي إختلطت علينا عقب الهزيمة أمام سلوفينيا، لأن حساباتنا الأولية كانت مبنية على أساس تدشين مشاركتنا بفوز، و فرض حصار شديد على المنتخبين الإنجليزي و الأمريكي، و الفشل في تحقيق هذا الهدف أصبح يجبرنا على تفادي الهزيمة أمام إنجلترا. و هل أن الدفاع الذي تعد أنت احد أبرز ركائزه قادر على الصمود أمام مهاجمين من أحسن اللاعبين على الصعيد العالمي أمثال روني؟ الحديث عن نجوم المنتخب الإنجليزي يعني التشكيك في قدرتنا على الصمود أمامهم لكننا كلاعبين نثق في أنفسنا و إمكانياتنا على القدرة على الوقوف الند للند مع أي لاعب في العالم، و لنا العبرة في المنتخب الوطني لمونديال إسبانيا، لأن الجزائر كانت منتخبا مغمورا، و اللقاء الأول ضد نجوم ألمانيا كان بمثابة الدرس القاسي الذي تلقاه الألمان و بقى العالم بأسره يتحدث عنه رغم مرور سنوات طويلة، و عليه فإنني أؤكد بان روني أو كراوتش أو أي لاعب آخر سيلقى نفس المصير، لأننا كمدافعين مطالبون بأخذ كامل إحتياطاتنا، و التحلي باليقظة و الحيطة و الحذر، من أجل سد كل المنافذ، خاصة و أنهم يعتمدون على الكرات العرضية الطويلة، و شخصيا فإنني أعتبر ثنائي وسط الميدان جيرارد و لامبارد مصدر الخطر في منتخب إنجلترا، و الرقابة الفردية اللصيقة كفيلة بشل نشاط الهجوم الإنجليزي . معنى ذلك بأنكم متفائلون بتحقيق نتيجة إيجابية تبقي على الحظوظ في التأهل قائمة؟ من المنطقي أن نتفاءل مادمنا نحتفظ بحظوظنا في المرور إلى الدور الثاني، لأننا قدمنا إلى جنوب إفريقيا من اجل تشريف الألوان الوطنية، و محاولة إثبات العودة التدريجية للكرة الجزائرية إلى الواجهة، و نحن على دراية مسبقة بأن مهمتنا لن تكون سهلة، و قد تعقدت أكثر بعد الإنهزام ضد سلوفينيا، لكن مباراة غد الجمعة لها طابع خاص، لأنها ستكون ضد أقوى منافس في المجموعة، و عزيمتنا كبيرة لتقديم مردود في المستوى، و طموحاتنا تتمثل في السعي لإعادة ملحمة خيخون، و صنع ملحمة جديدة للمنتخب الوطني في كاب تاون. في ظل هذا التفاؤل، بماذا تفضل أن نختتم هذه الدردشة الشيقة ؟ الحقيقة أن المأمورية ليست سهلة يوم غد الجمعة، لكنني أحاول بعث بصيص من الأمل في قلوب مناصرين الأوفياء لمؤازرتنا معنويا، و مساندتنا في مباراة اليوم، لأننا نحتاج إلى دعم معنوي و بسيكولوجي لكسب المزيد من الثقة في النفس و الإمكانيات، و ما أخشاه هو تلقي هدف مبكر، لأننا نفقد أعصابنا للوهلة الأولى، و منافسة من هذا الحجم تتطلب تركيزا طيلة فترات المقابلة، و ما على الأنصار سوى وضع الثقة في اللاعبين و عدم التشاؤم المسبق، لأننا مصرون على رفع التحدي و رد الإعتبار بتسجيل نتيجة إيجابية أمام الإنجليز، و بالتالي تسجيل نتيجة تدون في تاريخ الكرة الجزائرية و المونديال على حد سواء، و هذا على غرار الفوز على الألمان في إسبانيا.