أم البواقي بدون لافتات وإشارات مرورية والتحطيم طال حتى محطات توقف الحافلات عادت أمس الحياة إلى طبيعتها بإقليم ولاية أم البواقي وانتهت معها الاحتجاجات التي أتت على عدد من المؤسسات العمومية والخاصة والتي سجلت على إثرها خسائر مادية معتبرة. وقد تجند العشرات من عمال النظافة لإزالة الحطام وآثار التخريب التي شوّهت الوجه الجمالي لعاصمة الولاية وعدد من المدن التي كانت تعرف بهدوئها، فيما تمت إحالة العشرات من الموقوفين المشتبه في ضلوعهم في أعمال العنف والشغب في مناطق متفرقة بالولاية على الجهات القضائية المختصة لاتخاذ الإجراءات المناسبة في حقهم. ففي مدينة عين فكرون أفرجت الجهات الأمنية عن العديد من الموقوفين بعد التحقيق معهم وهم الذين تجاوز عددهم ال 13 موقوفا، أما بعاصمة الولاية فأمر وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بإيداع 6 شبان من أعمار متفاوتة رهن الحبس المؤقت فيما أفرج مؤقتا عن 6 آخرين ينحدر جميعهم من قرية سيدي أرغيس وأوقفتهم مصالح كتيبة الدرك الوطني بعد تورط العديد منهم في إضرام النار وتخريب مقر دار صيانة الطرقات بتجهيزاته الحديثة، في الوقت الذي تمت فيه إحالة 5 آخرين لعرضهم على ممثل النيابة العامة، هذا الأخير الذي باشر تحرياته المكثفة وحتى ساعة متأخرة من مساء أمس مع قرابة 36 شابا تم توقيفهم بعد عمليات الحرق، النهب، والتخريب لعدد من المؤسسات وممتلكاتها. و في مدينة عين البيضاء أيضا تواصلت التحقيقات القضائية حتى ساعة متأخرة من يوم أمس مع 18 موقوفا مشتبه به في نهب وتخريب مقر المركز الثقافي الأمير خالد وتحطيم الواجهات الأمامية لعدد من مقرات البنوك وغيرها، وكان عدد معتبر من عائلات الموقوفين قد تجمهر أمام مقر أمن الولاية زوال أمس الأول للمطالب بإطلاق سراح أبنائهم، كما منع عدد من العقلاء عشرات الشبان من إضرام النار في مقر البريد المركزي وتجندوا جميعا لمنع غلق عدد من المسالك والطرقات بالولاية هذا إضافة إلى أن يقظة رجال الأمن وقضاء أفرادها ليالي متواصلة مفتوحي الأعين حالت دون تجدد المواجهات وعمليات النهب والتخريب التي استنكرتها جمعيات وهيئات ممثلة للمجتمع المدني في بيانات تلقينا نسخا منها.