الجزائر هي البلد الأصلي للموسيقى الأندلسية و الجمعيات هي التي حافظت عليها أكد أستاذ الموسيقى الأندلسية الفنان إبراهيم ادريس بأنّ الجزائر هي البلد الأصلي للموسيقى الأندلسية، و الوحيدة التي حافظت على نوباتها من الزوال، فاحتضنها الأهالي وتبنوها، حتى صارت جزءاً من هويتهم الثقافية، دون إدخال أي تعديلات عليها. و أشار في حديث للنصر إلى أن هذه الموسيقي التي احتضنتها الجزائر ،منذ عهد زرياب ذي الأصول العراقية، لها خصوصياتها التي تميزها عن الدول المغاربية الأخرى، ولا تزال لحد الآن بخير مادامت هناك جمعيات تحافظ عليها وتُساهم في استمراريتها وانتشارها ،معتبرا مدرسة الفخارجية أحسن مدرسة حافظت على الموسيقي الأندلسية من خطر الاندثار و قد تخرّج منها العديد من الفنانين والأساتذة والشيوخ الكبار. الأستاذ إبراهيم ادريس الذي له الفضل في تكوين أجيال في الموسيقى الأندلسية، على مدار أكثر من 40 عاما في الجزائر العاصمة و تيزي وزو، أوضح أنّ الموسيقى الأندلسية تضم في الأصل 24 نوبة، بتعداد نوبة لكل ساعة في اليوم، أبدعها زرياب العراقي، كما هو معروف، و تعتبر سبعة من هذه النوبات أساسية و هي الموال، الزيدان، المزموم، العراق، السيكة، الرمل الماية والجركة، مضيفا بأن النوبة الأندلسية تستمد نصوصها من الزجل، و الموشحات التي تميزها عن الأشعار القديمة، فبالإضافة إلى تحررها من التقليد و الكلاسيكية تبنت لغة و مواضيع أقرب إلى المشاعر الشعبية، و من أشهر الشعراء الأوائل الرواد في هذا النوع، ذكر ابن سهل و ابن باجة و ابن قرزمان، مضيفا بأنّه من المستحيل أن يندثر هذا اللون الموسيقي خاصة و أنّ الجزائر تتوفر على ثلاث مدارس متخصصة و هي مدرسة «الصنعة» بالجزائر العاصمة،مدرسة الغرناطية بتلمسان، ومدرسة المألوف بقسنطينة،كما يعود الفضل في استمرارها إلى مختلف الجمعيات التي تدافع عن هذا الإرث الثقافي. وأضاف محدّثنا أنّ ولاية تيزي وزو صنعت الاستثناء بحفاظها على الموسيقى الأندلسية بظهور عدة جمعيات في الميدان، على غرار جمعية «العمراوية» التي أسسها شقيقه الشيخ عمار ادريس سنة 2007 ، والذي يعود له الفضل أيضا في إدخال هذا الطابع إلى منطقة القبائل في سنوات الثمانينات، وقد حازت جمعيته على العديد من الجوائز لدى مشاركتها في المهرجانات الوطنية للموسيقى الأندلسية المقامة عبر الوطن. وشرح محدثنا بأن هناك إقبالا لافتا من طرف شباب جرجرة من مختلف الأعمار، ومن الجنسين ذكور وإناث ،على دار الثقافة مولود معمري أين يشتغل كأستاذ مختص في الموسيقى الأندلسية منذ سنوات، مضيفا بأنّ العديد منهم يقطنون بعيدا عن عاصمة الولاية، على غرار القاطنين بمرتفعات عين الحمام التي تبعد عن مدينة تيزي وزو، بنحو 60 كلم، إلا أن حبهم للموسيقى الأندلسية ورغبتهم في التخرج بشهادة جعلهم يتحدون مختلف الصعوبات التي يتلقونها عند تنقلهم إلى عاصمة الولاية، والوصول في الوقت المناسب إلى دار الثقافة لينهلوا من هذا الفن الذي لا يزال صامدا منذ قرون. وعن الفنانين الذين تتلمذوا على يده، ذكر الأستاذ إبراهيم ادريس رائد الأغنية الشعبية الفنان نصر الدين قاليز الذي استقبله بالكونسيرفاتوار في الجزائر العاصمة، وهو لا يتعدى العاشرة من عمره، حيث أشرف على تعليمه وتلقينه نوبات الموسيقى الأندلسية ،قبل أن ينتقل إلى المدرسة الفخارجية التي قضى فيها أزيد عن 15 سنة.