أحيت بقاعة ابن زيدون برياض الفتح (الجزائر العاصمة) الجمعيتين الموسيقيتين "الرشيدية" من معسكر و"قرطبة" من العاصمة السهرة ما قبل الختامية لفعاليات المهرجان الوطني للموسيقى الأندلسية "الصنعة". واستمتع الجمهور بالوصلات الموسيقية المتنوعة التي أدتها الفرقتين المتنافستين في إطار هذا المهرجان الذي انطلق يوم 5 ديسمبر. وتحت قيادة عبد الحميد بن سفير, قدمت جمعية "الرشيدية" من معسكر نوبة في طبع المزموم, حيث أدت مصدر مزموم "يا من ساكن صدري" ثم أتبعتها بحركات أخرى في النوبة مثل الدرج واستخبار وانصراف. وتأسست الجمعية في 1999 بمبادرة من مجموعة من الموسيقيين الذين احتكوا بجمعيات عريقة من العاصمة على غرار جمعية "الغرناطية" و"الفنون الجميلة". وتسعى الجمعية لتلقين تلاميذتها المدارس الثلاث للأندلسي بهدف الحفاظ على التراث الموسيقي القديم وترقيته, حسبما أكده بن سفير. ونشط الجزء الثاني من السهرة, جمعية "قرطبة" من العاصمة التي أدت نوبة في طبع زيدان بتقديمها باقة من الأغاني الاندلسية. وبقيادة نجيب كاتب, أتحفت جمعية قرطبة من العاصمة الجمهور بأغان من التراث الأندلسي مثل "تحية بيكم" في نوع مصدر زيدان و"اللوز فاتح" في نوع درج زيدان و"أما تتقي الله" في نوع انصراف خلاص. وتعول جمعية قرطبة التي تأسست في 2004 من طرف موسيقيين منحدرين من المعهد العالي للموسيقى للعاصمة وجمعية الفنون الجميلة و"السندسية" على أعضاء فرقتها الشباب للارتقاء بالفن الأندلسي. نشطت جمعيتا الفنون الجميلة للجزائر العاصمة والعمراوية من تيزي وزو مساء الأحد بقاعة ابن زيدون بديوان رياض الفتح (الجزائر العاصمة) السهرة الرابعة من مهرجان الموسيقى الأندلسية "الصنعة" التي ستمتد فعاليتها إلى غاية يوم 10 ديسمبر الجاري. و بعد مقدمة من نوع سيكا انتقلت جمعية الفنون الجميلة إلى مقام أخفض لتقديم بأناقة نوع زيدان "نوبة لمجنبة" التي أبهرت الجمهور الذواق الذي غصت به قاعة ابن زيدون. و من بين المقاطع التي تألقت عناصر الجمعية في أداها بمختلف النوتات المكونة للنوبة نذكر "أخفيت ما ألقاه منك" و "معشوق من الغيد الحسان" و "أديري الأوقار" و "يا ترى إن كان تعود ايامو" و "جسمي فنا" و "قال لي نساه" و "سبت قلبي". و على مدار ساعة من الزمن تألق عشرون موسيقيا من بينهم ثماني نساء تعدهم هذه الجمعية الموسيقية العاصمية في أداءهم الراقي على غرار الإخوة قلماوي مهدي و رشيد على آلة العود و المندولينة و كذا المنشدة صفصاف ياسمين ذات الصوت الشجي على آلة العود أيضا. أما الجزء الثاني من السهرة فقد نشطته جمعية العمراوية من تيزي وزو التي تعتبر هذه المشاركة الرابعة لها في هذا المهرجان حيث أبرزت قدراتها في الدفاع عن هذا الإرث الموسيقي ببرنامج تميز بالثراء من خلال تقديمها نوبة غريب في سلم موسيقي ثانوي. و بقيادة عمار دريس قدم موسيقيو جمعية العمراوية ال16 من بينهم ثلاث نساء و الشاب المتألق العازف على آلة الكمان دردار سامي (14 سنة) مقاطع متنوعة منها "مصدر ليلة الأنس" و "بطايحي تذكركم عندي" و "درج يا عاشقين" و "انصراف يا ساعة هانية" و "خلاص"بالبدري". و قال ولد عمروش عبد القادر رئيس جمعية العمراوية أن هذا "الشاب العبقري تحصل السنة الماضية على الجائزة الأولى للمهرجان الوطني للموسيقى الأندلسية "الصنعة" في طبعته السادسة". و قد استمتع الحضور بالأداء المتألق و الراقي الذي قدمه فنانو الفرقتين الذين زادت الأزياء التقليدية التي كانوا يرتادونها من جمال القعدة و من ثراء التراث الأندلسي حيث قدموا مقاطع موسيقية مستمدة من التراث الأندلسي على وقع الفن الأصيل الذي امتزج فيه تنوع الآلات الموسيقية العتيقة.