بعد مسيرة فنية متميزة بالدراما السوداء، انتزع الأخوان جويل وإيثان كوين، الأحد، جائزة أوسكار أفضل فيلم عن عملهما الدموي "نو كانتري فور اولد مين" (لا بلد للعجائز)، بالإضافة إلى ثلاث جوائز أوسكار أخرى وهي أفضل إخراج وأحسن سيناريو وأفضل ممثل مساعد، التي ذهبت للممثل الإسباني خافيير باردم، ليكون بذلك أوّل إسباني يفوز بجائزة أوسكار· حفل الأوسكار في دورته ال80 والذي تنظمه أكاديمية السينما والفنون الأمريكية، ويقام على مسرح "كوداك" في مدينة لوس أنجلس، لم يحمل مفاجآت خاصة، وإن كانت الحصة الأكبر من الجوائز قد ذهبت "لأجانب" من خارج "هوليوود·" وذهبت جائزة أفضل ممثل للمخضرم البريطاني الحائز على أوسكار، الممثل دانييل داي لويس (50 عاما) عن دوره "الجشع" في فيلم "استراق دماء"، وهذه هي المرة الثانية التي يفوز بها داي لويس بهذه الجائزة، التي كان قد حصل عليها عام 1989 عن فيلم "قدمي اليسرى"، فيما سرقت الفرنسية ماريون كوتيار الأضواء بفوزها بأوسكار أفضل ممثلة عن تجسيدها حياة أسطورة الغناء الفرنسية إديت بياف في فيلم "الحياة الوردية"، ويُذكر أيضا أنّها المرة الأولى منذ عام 1960 التي تفوز بها امرأة فرنسية بجائزة الأوسكار والتي كانت قد فازت بها حينها سيمون سينيوريه، ويُشار أيضا إلى أنه في جعبة كوتيار بعض الأعمال الأمريكية الإنتاج، التي نالت إعجاب النقاد منها فيلم "السمكة الكبيرة" و"عام جيد" و"أعداء" مع الممثلين جوني ديب وكريستيان بال، وسبق أن سمح لها تجسيدها لدور المغنية إديت بياف، بالفوز بجائزة غولدن غلوب وجائزة سيزار وجائزة بافتا البريطانية· أما جائزة أفضل ممثلة مساعدة فذهبت إلى البريطانية تيلدا سوينتون عن دورها في فيلم "مايكل كليتون" من بطولة الحائز على أوسكار الممثل والمخرج جورج كلوني· الملفت للانتباه، أن الجوائز الأربع الرئيسية ذهبت إلى أوروبيين: الفرنسية كوتيار، الإسباني باردم والبريطانيين داي لويس وسوينتون·· وسجّلت هذه الظاهرة في حفل الأوسكار عام 1964عندما ذهبت هذه الجوائز لأجانب هم: ريكس هاريسون وجولي أندروز وبيتر أوستينوف وليلا كيدروفا، وفق "أسوشيتد برس"· وفي باقي الفئات، فاز فيلم "المزورون" من النمسا، بجائزة أفضل فيلم أجنبي، أما أوسكار أفضل مونتاج ومونتاج صوت وتأثيرات صوتية فذهب لفيلم "بورن ألتيماتوم"، وذهب أوسكار أفضل فيلم فئة الرسوم المتحركة إلى "راتاتويل" الفأر الذي نجح في سرقة الأضواء عن شخصية "ميكي ماوس" وأدخل 200 مليون دولار بشباك التذاكر، وعاد أوسكار أفضل أغنية ل"فالينغ سلاولي" من فيلم "وانس"، مطيحا بآمال الملحن الكبير الان مينكن بالفوز بأوسكار عن أعماله الموسيقية لفيلم "مسحور"· أمّا أوسكار أفضل فيلم وثائقي، فكان من حظ "تاكسي" مطيحا بآمال مايكل مور عن فيلمه "سيكو"، ونال فيلم "اليزابيث: العصر الذهبي" أوسكار لأفضل أزياء، فيما نال فيلم "الحياة الوردية" أوسكارا آخر لأفضل مكياج· أمّا فيلم "جونو" حول مراهقة حامل وكان الكوميديا الوحيدة المرشحة في اعرق الفئات هذه السنة التي طغت عليها الأفلام العنيفة أو الدرامية، ففاز بأوسكار أفضل سيناريو، وفازت النمسا بأوّل اوسكار لها في فئة الفيلم الأجنبي بفضل فيلم "ذي كاونترفيترز" (المزيفون) حول تزييف العملة من قبل معتقلين يهود في مركز اعتقال نازي خلال الحرب العالمية الثانية، في حين فاز الفرنسي فيليب فوليه - فيلار بجائزة أفضل فيلم قصير بفضل فيلم "موزار دي بيك بوكي"، وعلى صعيد عدد الجوائز، حل فيلم "ذي بورن التيميتم" مع مات دايمون، في المرتبة الثانية بعد فيلم الشقيقين كووين بحصوله على ثلاث مكافآت تقنية: المونتاج ومونتاج الصوت والميكساج· وفي حين أفلت حفل الأوسكار من إضراب لكتاب السيناريو وجد حلا له قبل أسبوعين فقط، فإن مرور الفنانين على البساط الاحمر تم تحت خيم بلاستيكية بسبب المطر، وقد وزعت الأكاديمية التي تضم 5829 ناخبا من محترفي الفن السابع، جوائز في 24 فئة·