سويسرا تقرّر تجميد الحسابات البنكية لبن علي وأسرته وحجز ممتلكاتهم أعلنت أمس رئيسة كونفدرالية سويسرا ميشلين كالمي راي، قرار بلادها تجميد كل الأرصدة الموجودة في الحسابات البنكية المحتملة التابعة للرئيس التونسي المخلوع بن علي زين العابدين وعائلته والمقربين منه. هذا القرار الذي اتخذته سويسرا يعد سابقة أولى، باعتبار أنها لطالما كانت تعتبر جنّة لكل من يحصّل الأموال بطرق غير مشروعة، حيث تشتهر بنوكها ومؤسساتها المالية بضمان سرية الأرصدة وهوية أصحابها بحجة الحفاظ على السر البنكي، وقد أوضحت الرئيسة السويسرية خلال ندوة صحفية قرار التجميد الفوري لكل الحسابات البنكية التي يكون بن علي وأشخاص آخرون من أقربائه ومحيطه قد فتحوها هناك، كما قرّرت الحكومة السويسرية أيضا حجز ممتلكات هؤلاء الأشخاص أيضا في سويسرا، فضلا عن تجميد أرصدة رئيس ساحل العاج رولان غباغبو الذي يعتبره كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة رئيسا غير شرعي لساحل العاج، وقالت المتحدثة التي تشغل أيضا منصب وزيرة الخارجية أن مؤشرات قوية دلت الحكومة السويسرية على وجود مثل هذه الأموال التي تم تحصيلها بطرق غير مشروعة، وذلك بالنظر إلى أن بعض المقربين من الرئيس التونسي المخلوع والذين يتمتعون بنفوذ اقتصادي ومالي كبير في تونس قاموا بعدة زيارات لسويسرا خلال الأشهر القليلة الماضية كما أضافت، وهو ما يدل حسبها على قيام هؤلاء بتحويلات مالية وإيداع أرصدة في بعض البنوك السويسرية، ونفت المتحدثة أن تكون هذه الأرصدة الخاصة ببن علي وغباغبو قد تم تحويلها في الأيام الأخيرة إلى دول أخرى .و يهدف تجميد هذه الأرصدة الذي يسري لمدة ثلاث سنوات، إلى منع أية عملية محتملة لتحويل أرصدة تم تحصيلها بطرق غير مشروعة إلى خارج سويسرا قبل أن تتمكن كل من حكومتي تونس وساحل العاج من طلب المساعدة القضائية لاسترجاع تلك الأموال، وهو القرار الذي جاء حسب بعض المتتبعين إثر ضغوط سياسية وقانونية قام بها مهاجرون تونسيون لتجميد أرصدة بن علي.وفي سياق متصل، أعلنت النيابة العامة التونسية أمس أنها فتحت تحقيقا في الأرصدة والعقارات التي يمتلكها بن علي وأفراد أسرته، سواء في داخل تونس أو خارجها، وذلك بغرض كشف أي معاملات مالية غير قانونية قام بها بن علي أو زوجته ليلى الطرابلسي أو أي من أفراد أسرتيهما، وقد أكد مصدر قضائي أن التحقيقات تشمل اتهامات بالاستيلاء على أملاك وحيازة وتهريب عملة أجنبية بصورة غير قانونية، وهو التحقيق الذي سيسمح بتتبع الجرائم المتعلقة باقتناء أملاك حسية منقولة وعقارية موجودة بالخارجّ، ويشمل هذا التحقيق فضلا عن الرئيس المخلوع بن علي، زوجته ليلى وأشقائها وأصهارها . للإشارة فإن مؤسس موقع ويكيليكس كان تلقى قبل يومين قرصين مضغوطين من المصرفي السويسري رودولف إيلمر يكشفان حسابات سرية لرؤساء وشخصيات عالمية نافذة، وتعهد أسانج بنشر المعلومات التي قد تحدث زوبعة جديدة ، وقد تفتح أبواب الحديد التي تخفي الجنة المالية العالمية.