سيدي سعيد يجهز برنامجا للاندماج في "جهود التهدئة الاجتماعية" قررت قيادة المركزية النقابية استئناف عملية تجديد مؤتمرات الاتحادات الولائية وبعض الفيدراليات بهدف تدارك التأخر المسجل في إعادة تجديد هياكل النقابة. وذكرت مصادر من اتحاد العمال أن الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي سعيد حرص خلال اللقاء القصير الذي جمعه بأعضاء الأمانة على إبراز أهمية العملية خاصة وأنها تهدف إلى ملء الفراغ التنظيمي الذي تعاني منه النقابة بعد قرابة عامين من عقد مؤتمرها، كما أن تجديد الاتحادات الولائية والفيدراليات من شأنه أن يساهم في تعزيز دور النقابة على المستوى المحلي خاصة في الظرف الحالي الذي تمر به البلاد. وفي ظل مباشرة الاتحاد العام للعمال الجزائرية لبرنامج واسع يهدف إلى توعية المواطنين بضرورة عدم الانسياق وراء الدعوات إلى التظاهر. وألح سيدي سعيد على ضرورة الإسراع في إتمام العملية التي تشمل قرابة عشرين هيكلا تنظيميا بين اتحاد ولائي وفيدرالية و أبلغ سيدي سعيد خلال الاجتماع مساعديه عن استكمال عملية إعداد الاتفاقيات القطاعية باستثناء تلك المتعلقة بالصحافة المكتوبة التابعة للقطاع الخاص وكذا قطاع الصحة، وارجع هذا التأخر إلى بعض العراقيل في القطاعين في إشارة إلى مقاومة بعض الناشرين لمضمون الاتفاقية الخاصة بالقطاع وذكرت المصادر بخصوص قطاع الصحافة بأن الأمين العام سيدي سعيد كلّف بعض الشخصيات من خارج النقابة بقيادة عملية تحسيسية على مستوى الجرائد لإقناع المدراء بالانخراط فيها والتوقيع عليها وفي هذا السياق كشفت مصادر على صلة بتحضير هذه الاتفاقية أن عشرة جرائد وافقت على التوقيع على الاتفاقية. وستقود تلك الشخصيات التي استعان بها سيدي سعيد مفاوضات غير رسمية مع الناشرين لإقناعهم بأهمية الخطوة التي يقدمون عليها (التوقيع على الاتفاقية) في عملية تنظيم القطاع ومن جهة أخرى وفيما يتعلق بقطاع الصحة فقد أرجعت مصادر نقابية تأخر عملية التحضير إلى عدم تعاون الوزارة التي يشرف عليها جمال ولد عباس، ولم تستبعد اللجوء إلى الوزير الأول قصد التدخل في الأمروعلى صعيد آخر كلف سيدي سعيد شخصيات "تكنوقراطية" بالقيام بعملية جرد واسعة للوضع الاجتماعي والنقابي في البلاد من خلال تقديم دراسات وتحاليل حول الوضع العام وكيفية التحرك لاحتواء الوضع. وذكر مصدر قيادي في المركزية النقابية أن سيدي سعيد شرع منذ مدة في تنفيذ برنامج يشرف عليه هو شخصيا وبعيدا عن أعين أعضاء الأمانة الوطنية يخص متابعة ومعاينة كل التطورات الحاصلة في عالم الشغل خاصة سواء تعلق الأمر بالإضرابات او بمطالب العمال على جميع المستويات والهيئات والمؤسسات وأفاد المصدر بأن سيدي سعيد استعان بشخصيات خارج النقابة من خبراء ومحللين بغرض الحصول على معطيات موثوقة حول عالم الشغال وعلى ضوء النتائج التي يتحصل عليها سيقدم على صياغة برنامج عمل جديد خاص بالاتحاد العام للعمال الجزائريين يكون كانطلاقة لإعادة بعث دورها في المجتمع وفي عالم الشغل بصفة خاصة. وعلى صعيد آخر كلفت الأمانة قياداته المحلية على القيام بعملية تحسيس العمال والطلبة والتلاميذ بأهمية الحوار ونبذ كل أشكال العنف والتطرف، وعدم الانسياق وراء الحملات الداعية إلى "تهييج" هذه الفئات في الوقت الراهن والعمل على تهدئة الجبهة الشعبية وأوضحت المركزية النقابية في توصياتها التي رفعتها لقادتها في مختلف الفروع النقابية في المؤسسات الاقتصادية أو الخدماتية أو التربوية انه من الأهمية بمكان العمل على تحسيس العمال بالمكاسب التي تحققت في السنوات الأخيرة ومنها رفع الأجور بغية الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن وتثمين الخطوات الايجابية التي قامت بها الحكومة واتحاد العمال وأرباب العمل، ونبذ العنف وأعمال الشغب، والحفاظ على استقرار المؤسسات التي يمثلونها، في وقت ركزت على ممثلي قطاع التربية بضرورة العمل على تجنيب التلاميذ والطلبة الدخول في أية حركة احتجاجية مستقبلا وان أفضل حل هو الحوار مع التركيز على أهمية الاستماع إلى انشغالات كل الأطراف ومحاولة حلحلتها في حينها مع كل الأطراف المعنية.