فطموش يبدع في «وحش الغربة» احتفالا باليوم العالمي للمسرح صفق سهرة أمس الأول، الجمهور البومرداسي طويلا، لابن المدينة الكاتب و المخرج المسرحي عمر فطموش، الذي أبدع و فرقة «السنجاب» في عمل مسرحي تكامل من جوانب مختلفة صوّرت معاناة أبناء الجزائر مع الغربة، في الاحتفاليات العالمية بالفن الرابع. مسرحية «وحش الغربة» التي استغرق عرضها 80 دقيقة فوق خشبة المركز الثقافي لمدينة بودواو، لقيت إعجاب الجمهور الذي حضر بقوة و صفق طويلا للممثلين و المخرج عمر فطموش، ابن بومرداس الذي أجمع كل الحاضرون على أنه وفق في كتابة تفاصيل و إخراج عمل فني يمزج فيه بين الدراما و الفكاهة ليعالج موضوعا مهما و مثيرا، عبر إبراز تناقضات الهجرة بمختلف أشكالها و أنواعها الحديثة منها و القديمة. و قد مثل الدورين الوحيدين في المسرحية التي أنتجتها تعاونية مسرح «السنجاب» لمدينة برج منايل، الفنان فوزي بايت، و أحسن عزازني، حيث تقمصا دورين أوصلا رسالة مهمة للجمهور عبر شخصية المثقف الدكتور الذي كان يحلم بالهجرة أو الحرقة، و كله أمل في الوصول إلى بلد الجن و الملائكة فرنسا، لكن هذه الآمال تخيب عند اصطدامه بمرارة الغربة و وحشتها اللامتناهية، ليكتشف الهارب من دفئ الوطن مدى قسوة و برودة بلاد الغرب. كما يسقط العمل الذي يتم عرضه عبر عديد المراكز الثقافية لولاية بومرداس احياء لليوم العالمي للمسرح المصادف لل27 من شهر مارس من كل سنة، القناع عن حقيقة الحضارة الغربية التي تروج لنفسها بالعدالة و حقوق الإنسان، ليكتشف زيفها و اتصالها بالخيال أكثر من الواقع الذي لا يتقاطع معها في أي نقطة. و كانت مسرحية «وحش الغربة» قد تم عرضها لأول مرة بقاعة مسرح محي الدين بشتارزي نهاية جوان الماضي، لتحط الرحال بعديد المناطق التي لقيت فيها نجاحا منقطع النظير.