أكد المسرحي القدير عمر فطموش مدير المسرح الجهوي لبجاية أمس بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين باشطارزي أنه من المستحيل تحديد توجهات المسرح في الجزائر أو غلبة المسرح الكوميدي على حساب باقي الأشكال المسرحية وأضاف خلال الندوة الصحفية لعرض تفاصيل العمل المسرحي الجديد الذي قام بكتابة نصه وإخراجه لفرقة تعاونية مسرح السنجاب لبرج منايل الموسوم « وحش الغربة« الذي سيكون عرضه الشرفي العام غدا الإثنين بقاعة مسرح محي الدين باشطارزي أن الحرقة ليس جوهر العمل المسرحي بل بمثابة حامل فقط لعمق فكرة الحلم الذي يراود الكثير من الشباب الجزائري الذي يرى في الضفة الأخرى جنة ليصطدم فيها بالكثير من العوائق والصدمات ما يؤدي به في نهاية المطاف إلى الخيبة والتيه في الغربة. وأشار المخرج عمر فطموش أن المسرحية تتناول وضعيات ومواقف ما بعد الحرقة وما يكتشفه الشاب الهارب على وقوارب الموت من سلبيات تميز المجتمع الغربي البارد وكيف يغوص في فضاء فارغ من المشاعر ومعلب بالتراجيديا و التعاسة وقال أن الحرقة كانت مطية للغوص في قضية جوهرية وهي سقوط المجتمع المثالي الغربي أمام الواقع الذي لمسه وتعامله معه بعيدا عن تلك الصور الرومانسية والخيالية لمجتمع القيم وحقوق الإنسان ويكتشف أن خطاب الحضارة الغربية المبني على العدالة وحقوق الإنسان ما هو إلا خيال وحبر على ورق ونفى الكاتب المسرحي عمر فطموش أن يكون نصه الجديد عبارة عن نص أخلاقي بل هو عرض لتجارب إنسانية أو يكون قد إنحرف عن الخطاب السياسي الملتزم الذي ميز مسيرته في الكتابة والإخراج المسرحي منذ السبعينات من القرن الماضي وقال أنه يركز على الجماليات وإبراز مختلف الجوانب السلبية والإيجابية وأضاف فطموش أن المسرح في السبعينات كان لسان حال المجتمع وشكل خطابا نقديا للسلطة ولكن بعد التعددية الحزبية والإنفتاح فقد الخطاب المسرحي بريقه بسبب وجود منابر أخرى للتعبير السياسي وبالتالي الخطاب السياسي إنتقل من الخطاب المسرحي إلى الخطاب العمومي وأوضح متسائلا ماذا بقي للمسرح أن يقوله معتبرا أن المسرح مهمته الأساسية النقد بطريقته ووسائله الخاصة وأضاف أن مسرحية « وحش الغربة« تجربة جديدة تضاف إلى إنجازات تعاونية مسرح السنجاب لبرج منايل وهي مسرحية تراجيدية هزلية تنتهي بالموت وأكد أنها بمثابة مسرح لسبر الآراء حيث سيتم توزيع 10 آلاف إستبيان إستقصائي لمعرفة إحتياجات الجمهور وتوجهاته ورأيه في المسرحية من مختلف الأوجه لأنه يرى أنه من الضروري مناقشة الجمهور وإشراكه في العملية المسرحية برمتها لأنه عنصر مفصلي ويعتقد عمر فطموش أن المسرح الجزائري لا يعاني من أزمة نصوص بل من أزمة كتابة مسرحية بتقنيات العرض المسرحي وأشار المخرج المسرحي عمر فطموش أن العمل المسرحي جاء بأسلوب سهل لكنه ليس بالسهولة والسذاجة بل يستدعي تحفيز المتفرج و دفعه لمتابعة العمل وقد إعتمد على لغة بسيطة مهذبة يفهمها الجمهور الجزائري بسهولة ويسر كما أن العرض يستوفي جميع عناصر اللعبة المسرحية من سينوغرايفا وتمثيل وجماليات العرض وكشف أنه بعد العرض الشرفي العام غدا الإثنين بالمسرح الوطني الجزائري سيعرض بالمسرح الجهوي كاتب ياسين بتيزي وزو ثم برمجت له جولة رمضانية وطنية بداية من 9 جويلية إلى غاية 20 جويلية منها سكيكدة،باتنة ، عناية ، قسنطينة ، أم البواقي كما ستعرض ببرج منايل وبومرداس بمعدل 6 عروض . وتناول المحرج عمر فطموش مسار تعاونية مسرح السنجاب لبرج منايل وأهم عروضها المسرحية وقال أ،ها أ,ل تعاونية تأسست وفق قانون الموثق وهو ما فتح الباب أمام أكثر من 35 تعاونية ومسرحية على المستوى الوطني إستلهمت وإعتمدت على القانون التأسيسي الخاص بتعاونية « مسرح السنجاب لبرج منايل « . من جهته أكد مجيد زايدي مدير البرمجة على مستوى مؤسسة المسرح الوطني الجزائري أن أبواب المسرح الوطني الجزائري مفتوحة أمام جميع الفرق والتعاونيات المسرحية الوطنية وأضاف أن أغلب الأعمال المسرحية التي تعرض على خشبة محي الدين باشطارزي هي من إنتاج الفرق والتعاونيات المسرحية الشابة والهدف هو تشجيع الجيل الجديد من ممارسي المسرح وتحفيزه على الإبداع وقال المكلف بالإعلام لتعاونية مسرح السنجاب برج منايل فيصل شيباني أن مسرحية « وحش الغربة « عن نص وإخراج المبدع عمر فطموش هي دراما فكاهية تتناول دخول شاب وهو إطار سامي ومثقف في غمار تجربة الحرقة ليكتشف أنه كان يجري وراء الحلم والزيف ويتقاسم أداء العرض الذي يدوم ساعة و20 دقيقة الثنائي المتميز أحسن عزازني وفوزي بييت.