أصبح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في وضعية صعبة بعد الخسارة الجسيمة التي تكبدها حزبه الإشتراكي في الإنتخابات الإقليمية، و هي الخسارة التي وصفتها إحدى الجرائد الباريسية ب" الصفعة " لأنها الأفدح في الإنتاخابات هذه منذ ربع قرن " سنة 1992 "، و قد خسر الرئيس هولاند و وزيره الأول معقليهما لصالح المعارضة اليمينية للإتحاد من أجل الحركة الشعبية . و حسب وزارة الداخلية الفرنسية فإن تحالف اليمين الوسط حقق " فوزا كبيرا " في انتخابات مجالس الأقاليم الفرنسية التي جرت على مرحلتين يومي 22 و 29 مارس الجاري بعد أن فاز ب 66 إقليما من أصل 101 . و جاء في المرتبة الثانية الحزب الاشتراكي الحاكم الذي احتفظ ب34 إقليما و ذلك بعد أن خسر أكثر من 25 إقليما لصالح اليمين باستثناء إقليم "لوزير" الذي نجح اليسار في انتزاعه من اليمين. و على عكس المتوقع، لم يتمكن حزب الجبهة الوطنية "اليمين المتطرف" من الفوز بأي إقليم بما في ذلك "الفوكلوز" في الجنوب الذي يعد المعقل الانتخابي لماريون مارشال لوبن حفيدة مؤسس الحزب. و بلغت نسبة المشاركة نحو 50 في المائة خلال الجولة الأولى والثانية من الانتخابات من أصل أكثر من 40 مليون فرنسي لهم حق التصويت. و قد اعترف رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس قائلا : " إن اليمين حقق انتصارا لا جدال فيه أمام يسار متشرذم جدا و يشهد تراجعا واضحا"، مشيدا في الوقت ذاته بنجاح حزبه في احتواء تقدم الجبهة الوطنية. و وعد فالس بمواصلة الإصلاحات، بغض النظر عن نتائج هذه الانتخابات، لكسب ثقة الفرنسيين. من جانبه قال نيكولا ساركوزي رئيس حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية انه لم يسبق لأغلبية أن تخسر هذا الكم من الأقاليم في هذه الانتخابات، التناوب يسير ولن يوقفه شىء. واعتبر أن سياسة اليسار قد فشلت على جميع المستويات، واعدا بأن يتم تفعيل إجراءات مختلفة في الأقاليم التي فاز بها اليمين ورإيلاء مكانة أكبر للتنمية الاقتصادية، فضلا عن العمل على تقليص الإنفاق وخفض الضرائب. من ناحيتها، أكدت زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبن أن حزبها حتى وان كان لم يفز بأي إقليم إلا أنه عزز مواقعه في العديد من المناطق ويعتزم تطبيق سياسته التي انتخب من أجلها. وتعد هذه الهزيمة الانتخابية الرابعة على التوالي للحزب الاشتراكي منذ وصوله للحكم في 2012 بعد إخفاقه في الانتخابات المحلية والأوروبية ومجلس الشورى.