يستعد الفرنسيون لمنح الرئيس فرنسوا هولاند اليوم، أغلبية مريحة في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية، بينما تحدق بأوروبا مجددا مخاطر تفاقم ازمة الدين. وتفيد الاستطلاعات بالاجماع تقريبا، أن النجاح الذي حققه مرشحو الحزب الاشتراكي في الجولة الاولى الاسبوع الماضي يفسح المجال امام فوز باغلبية مطلقة في الجمعية الوطنية الجديدة. وإذا لم يحصل الحزب على ذلك فانه على اقصى تقدير سيعتمد، حسب التوقعات، على حركة الخضر التي يربطه بها اتفاق حكومي. وتوقعت معظم معاهد استطلاعات الرأي ان يفوز الاشتراكيون بما لا يقل عن 300 مقعد في البرلمان من اصل 577 ليتمكن فرنسوا هولاند بذلك من الاستغناء عن دعم جبهة اليسار (يسار راديكالي) التي تختلف مواقفه معه خصوصا حول اوروبا والاقتصاد. وبدأ الناخبون يصوتون منذ أمس، في مناطق ما وراء البحار والقارة الاميركية للجولة الثانية، في غويانا والفرنسيون المقيمون في سورينام والارجنتين واوروغواي والبرازيل. وفي فرنسا، تفتح مراكز الاقتراع اليوم، ليختار الناخبون 541 نائبا بعد ان انتخبوا 36 من الجولة الاولى. ومن الصدف ان يصوت الفرنسيون، في آن واحد مع اليونانيين الذين قد يكون خيارهم حاسما لمستقبل منطقة اليورو، اذ ان اليسار الراديكالي الذي يعتبر الاوفر حظا للفوز بالاقتراع، يريد اعادة التفاوض حول خطة الانقاذ المالي التي تربط اليونان بشركائها الاوروبيين. وسيكون مستقبل اليورو على الارجح اول ملف ساخن يعكف عليه الرئيس هولاند غداة الانتخابات التشريعية. وسيتوجه غدا إلى المكسيك للمشاركة في قمة مجموعة العشرين في لوس كابوس، حيث سيلتقي مجددا شريكته الالمانية انغيلا ميركل في اجواء ثنائية متوترة. وهاجمت المستشارة بشكل شبه مباشر القيادة الفرنسية الجديدة التي تكرر انه يجب التخلي عن سياسيات التقشف في اوروبا لانها لا تسمح بخفض العجز وتثير يأس الشعوب. وانفعلت انغيلا ميركل يوم الجمعة بعد عدة نقاشات متوترة مع باريس فتحدثت عن "نقاش خاطىء يضع التناقض بين النمو وصرامة الانضباط المالي. هذا كلام بلا معنى". وحاول اليمين الفرنسي اغتنام فرصة هذه النقاشات مع نهاية الحملة الانتخابية متهما فرنسوا هولاند ورئيس وزرائه جان مارك ايرولت بالاساءة الى العلاقة الفرنسية الالمانية. واذا تاكدت نتائج الاستطلاعات بشان عدد المقاعد، فمن المرجح ان يحقق اليمين نتيجة مشرفة بعد ال35% التي حصل عليها في الجولة الاولى وكتبت صحيفة لوفيغارو المحافظة ان "اليمين يريد منع الحزب الاشتراكي من احتكار كل النفوذ". لكنه يواجه منافسة اليمين المتطرف، اي الجبهة الوطنية التي تتزعمها مارين لوبن والتي تامل ان تمثلها في البرلمان مجموعة صغيرة من مرشحيها في خطوة ستكون انجازا كبيرا بسبب طبيعة الاقتراع بالاغلبية حسب الدوائر الذي يفرض عليها العزلة السياسية. وقد تنتخب مارين لوبن شخصيا في شمال البلاد على غرار حفيدة ابيها ماريون ماريشال لوبن والمحامي جلبير كولار المحامي المشهور اعلاميا. وفضلا عن الاغلبية البرلمانية، يتوقع فرنسوا هولاند من هذا الاقتراع ان يسمح بطي صفحة مزعجة جدا من مسلسل سياسي عاطفي فتحته رفيقته فاليري تريرفيلر. وشنت تريرفيلر على شبكة تويتر يوم الثلاثاء هجوما عنيفا على سيغولين روايال، المراة التي سبقتها في مشاركة حياة الرئيس وام ابنائه الاربعة.