استقطبت الأواني المصنوعة من الألمنيوم التي أبدعت أنامل نزلاء المؤسسات العقابية بولاية تيزي وزو في نقشها زوار جناح المنحوتات و الفنون التشكيلية و اليدوية بصالون الصناعات التقليدية الذي نظمته غرفة الصناعات التقليدية و الحرف لولاية تيزي وزو على مستوى ساحة متحف المدينة. اكتشف زوار الصالون الذي انطلق يوم 08 أفريل الجاري، و تمتد فعالياته إلى غاية 15من نفس الشهر ،حرفة النقش على الألمنيوم لأول مرة في تيزي وزو، من خلال نزلاء المؤسسات العقابية بالولاية الذين حوّلوا أوان تتمثل في طاقم قهوة مصنوع من مادة الألمنيوم و كذا صينية و كسكاس و قدر و غيرها ، إلى تحف فنية رائعة للديكور المنزلي، و عبر عدد كبير من زوار الصالون عن اندهاشهم ل» روعة النقوش «، على حد تعبيرهم. بالرغم من أنّ الجناح يضم أيضا لوحات فنية رائعة لأحد النزلاء الذي تخرج من مدرسة الفنون الجميلة، إضافة إلى منتجات نزيلات المؤسسات العقابية ، إلا أنّ حرفة النقش على الألمنيوم استقطبت أكثر اهتمام الزوار. نائب رئيس مصلحة إعادة الإدماج بمؤسسة إعادة التربية و التأهيل لتيزي وزو السيد مغري عبد الفتاح أوضح للنصر، بأنّ موهبة النقش على أواني الألمنيوم تم اكتشافها لدى أحد النزلاء، فأثارت إعجاب مسؤولي المؤسسة، نظرا لجمالها ، وهو ما جعلهم يفكرون في إدماجها ضمن حرف التكوين الخاصة بالسجناء حتى لا تندثر، وقام النزيل بتكوين نزلاء آخرين داخل أسوار المؤسسة العقابية لتتوسع بعدها و تستقطب اهتمام العديد من هذه الفئة. وأضاف ذات المتحدث بأن هذه الحرفة بالنسبة للنزلاء لا تعتبر فقط حرفة يتعلمونها ، وإنما هي وسيلة تساعدهم على تخطي مرحلة العقوبة بسلام، وحتى لا يشغلوا تفكيرهم بأمور أخرى قد تؤثر سلبا على معنوياتهم وعلى حالتهم النفسية . وأشار من جهة أخرى إلى أنه و لأول مرة تُعرض في صالون تيزي وزو، للحرف والصناعات التقليدية منتجات اليد العاملة العقابية، لافتا إلى أنهم سبق وأن مثلوا هذه الفئة في معرض رياض الفتح و قصر المعارض سافيكس بالجزائر العاصمة في الفترة ما بين 2011 و2012 ، مشيرا إلى أن مسؤولي المؤسسة يفكرون في توسيع مشاركاتهم عبر مناطق أخرى من القطر الوطني، حتى لا تبقى هذه المنتجات ،حكرا على ولاية تيزي وزو أو العاصمة، موضحا بان الهدف من ذلك هو أن يبرهنوا للمجتمع الجزائري بأن اليد العاملة العقابية ليست فقط عقوبة داخل أسوار مؤسسة إعادة التربية والتأهيل، بل يحاولون إدماج الذين ارتكبوا خطأ في حياتهم وتحويلهم إلى ناس صالحين ينفعون المجتمع في المستقبل، ولن يخرجوا من السجن كما دخلوه ،بل يؤهلونهم حتى يندمجوا داخل المجتمع بتعليمهم حرفة تمكنهم من ولوج عالم الشغل، وهو الهدف الأساسي الذي يعملون لأجله. تجدر الإشارة إلى أن صالون الحرف التقليدية المنظم من طرف غرفة الصناعات التقليدية والحرف لولاية تيزي وزو، سيمتد إلى غاية 15 أفريل الجاري.