السينما العراقية ولدت بعد رحيل صدام كشف رئيس المركز العراقي المستقل للسينما المخرج يحيى العراق عن مشروع مشترك، بالتنسيق مع وكالة الإشعاع الثقافي الجزائرية لتنظيم أسبوع خاص بالفيلم الجزائري بإحدى المدن العراقية ، وذلك قبل نهاية السنة الجارية. و أوضح يحيى العراق في حديث للنصر، على هامش فعاليات الأسبوع الثقافي العراقي المنظم بقسنطينة مؤخرا ،في إطار فعاليات عاصمة الثقافة العربية ، بأن المشروع الذي يعد الأول من نوعه ،بالنظر إلى محدودية النشاطات المشتركة بين البلدين في هذا لإطار، يهدف بالأساس إلى تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين، خصوصا في مجال السينما التي تعد ضمير الشعوب ،كما عبر. و أكد بأنه يجري العمل مع عدد من الأسماء الجزائرية أمثال المخرج كريم طرايدية و مسؤولة وكالة الإشعاع الثقافي نبيلة رزايقة لتحديد تاريخ مناسب للتظاهرة ،فضلا عن انتقاء الأفلام التي ستشارك في الحدث الرامي كذلك إلى توسيع الثقافة السينمائية لدى الجمهور العراقي. المخرج العراقي ، تطرق إلى السينما ببلاده ،واصفا إياها بالحديثة أو الفتية، مقارنة بالسينما الجزائرية التي بلغت مراحل جد متقدمة و أصبحت قادرة على تقديم أفلام ترقى إلى العالمية، كما قال، إذ يعد فيلم رشيد بوشارب عن قدماء المحاربين الجزائريين في الحرب العالمية الأولى،حسبه، أكبر منجزات السينما . و أضاف بأن نشأة السينما المستقلة في العراق تعود إلى مرحلة ما بعد صدام و تحديدا في 2003، حيث برزت مع أول عملين للمخرجين محمد دراجي و حمدي رشيد، اللذين صورا فظائع ما ارتكبه النظام السابق في حق فئات من الشعب العراقي طيلة 40 سنة ، و كانت البداية بالكشف عن المجازر الجماعية التي ارتكبت خلال تلك الفترة، وهي أفلام طويلة يرى بأنها استطاعت أن تقدم وجها جديدا للسينما العراقية التي كانت تعتمد على ال»بروباغاندا» أو الدعاية في عهد صدام حسين. و تعتبر هذه السينما الجديدة التي تمكنت من الظفر بجوائز عالمية بمهرجانات كبرلين و كان و أبو ظبي، و كذا مهرجان وهران للفيلم العربي، بمثابة صوت العراق الجريح الذي يئن تحت وطأة إرهاب، قال بأنه لم يفلح رغم كل شىء في إسكات ضمير الشعوب، مبينا بأن السبب الرئيس خلف نجاحها هو تركيزها على الجانب الإنساني و دقة تصوير واقع الشارع العراقي خلال المراحل الثلاث منذ النظام المخلوع إلى الاجتياح الأمريكي، وصولا إلى جرام تنظيم داعش. من جهة ثانية ، أكد المخرج يحيى العراق بأن مهمة السينما المستقلة في العراق هي تصوير الوجه الآخر لبلاد الرافدين أرض الحضارة، و تقديمه للعالم لمواجهة الصورة الإعلامية التي لا تعكس سوى الدمار و الاقتتال الطائفي، فبالرغم من كل ما يحدث لا تزال في العراق حياة ثقافية و دور سينما لها جمهور يعشق مشاهدة حياته على الشاشة الكبيرة. و بخصوص جديد الأعمال المشتركة بين السينمائيين الجزائريين و العراقيين، أوضح المخرج يحيى العراق بأن العمل جار من أجل افتتاح ورشة عمل مع وكالة الإشعاع الثقافي، لإنتاج ثلاثة أفلام مشتركة تتناول قضايا المجتمع، فضلا عن التعاون الدائم في مجال الموسيقى التصويرية للأفلام.