بداية موفقة في حاجة إلى تأكيد دشن أمس المنتخب الوطني للمحليين مشاركته في "شان" السودان بفوز ثمين ومستحق على حساب المنتخب الأوغندي بثنائية نظيفة تداول على تسجيلها جابو (د17) وسوداني (د 62). مباراة أمس كشفت البون الشاسع بين المنتخبين وأكدت تفوق دوليينا من الناحيتين الفنية والتكتيكية، حيث سيطر الخضر بالطول والعرض وسيروا المباراة في اتجاه واحد محققين فوزا وإن خول لكتيبة عبد الحق بن شيخة تسيد المجوعة الأولى وأخذ أفضلية معنوية، إلا أنه كشف عن سلبيات يتحتم على مترف ورفاقه تفاديها في قادم الخرجات، إن أرادوا الذهاب بعيدا في هذه المنافسة القارية، فعكس ما كان متوقعا ظهر المنتخب الأوغندي هشا وضعيفا وغير قادر على المقاومة والصمود، في الوقت الذي سقطت العناصر الوطنية في فخ السهولة ولعبت جل أطوار المباراة بريتم بطيء يلأم المنافس الذي كشف عن نواياه مبكرا من خلال تكتله في الدفاع والإحجام عن المغامرة خشية تلقيه أهدافا كثيرة. ورغم أن الفنان جابو وضع رفاقه مبكرا (د17) على المدار، بهدف سيحفظ في حوليات "الشان" من حيث البناء الهجومي والبراعة الفنية من قذفة بخارج القدم من على بعد 20مترا سكنت الزاوية اليمنى للحارس ميوونج، إلا أن لاعبينا تفننوا في إهدار فرص بالجملة بداية من الدقيقة العشرين أين تحقق لجاليت انفراد صريح لم يحسن استغلاله فوضع كرة هدف في أحضان الحارس ، وفوت هداف الدوري المحلي هلال سوداني على الخضر (د45) فرصة العودة إلى غرف حفظ الملابس على تقدم مطمئن، نتيجة سوء تعامله مع كرة سهلة. وعليه ما يمكن الاحتفاظ به من المرحلة الأولى أن منتخبنا استحوذ على وسط الميدان وحرم المنافس من الكرة، غير أن دوليينا لعبوا بالنار وظلوا عرضة لعودة أوغندا في أية لحظة ، على اعتبار أن التشكيلة الوطنية لم تجسد السيطرة ولم تضاعف المكسب لقتل المباراة في شطرها الأول، وهذه نقطة سلبية تحسب على منتخبنا المطالب باللعب بأكثر صرامة وحزم وفعالية لأن كل مرة تسلم الجرة. عقب الاستراحة لم نشهد تغييرا في الإستراتيجية ولا في تعامل اللاعبين مع المنافس وظروف المباراة، إذ رغم لعب أوغندا بعشرة لاعبين (د54) ثم بتسعة (د69) وتمكن سوداني من مضاعفة النتيجة (د62) بعمل فني جيد، استدرج المنتخب الأوغندي لاعبينا وجرهم إلى اللعب بنسق يساعده ، حيث تكتلت تشكيلة الناخب الاسكتلندي بوبي ويليامسون في الدفاع وعمدت إلى الاحتفاظ بالكرة لأطول فترة ممكنة، فاضطر لموشية ومترف ومسعود والآخرون إلى الجري وراء الكرة وبذل مجهودات مضاعفة، في الوقت الذي كان عليهم الاقتصاد في الجهد في ظل الظروف المناخية القاسية وحاجة أشبال بن شيخة إلى الحفاظ على اللياقة البدنية تحسبا للقائين القادمين، أين سيكون الخضر مطالبين بالتعامل بشكل جيد مع معطيات المقابلتين القادمتين وتكريس السيطرة والتفوق ميدانيا كون أفضل طريقة لاحترام المنافس هي كشف عيوبه وهز شباكه بأكبر عدد ممكن من الأهداف في مجموعة تضم منتخب البلد المضيف وقد يكون فارق الأهداف الفيصل لتحديد الرائد . وإجمالا يمكن القول أن لقاء أمس كشف أن الناخب الوطني يملك تشكيلة متجانسة ومتكاملة ، بوسط ميدان قوي يقوده لاعب ارتكاز من المستوى العالي (لموشية) وثنائي هجومي متميز (مترف ومسعود) إلى جانب الفنان جابو والمهاجمين جاليت وسوداني اللذين يحسنان التموقع واللعب في المساحات الشاغرة، وهي معطيات تجعل الكرة في معسكر بن شيخة المطالب بإعادة النظر في أسلوب اللعب وطريقة تسيير اللاعبين للمباريات.