قالت تقارير صحفية أن قيام العديد من الدول بإجلاء رعاياها من مصر في ظل الاحتجاجات المتواصلة التي دخلت يومها الرابع عشر للمطالبة برحيل الرئيس مبارك، وتوقف تدفق السياح على البلد الذي يعتمد بشكل كبير على إيرادات السياحة، يهدد الاقتصاد المصري. ففي أحدث إجراء أعلنت شركات السياحة الروسية إجلاء كل السياح الروس من مصر في ذروة موسم السياحة الشتوية،حيث ذكرت رابطة شركات السياحة الروسية أنه سيجري الانتهاء من إجلاء كل السياح الروس اليوم. ويأتي ذلك بعد أن كانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت في وقت سابق أن أكثر من 20 ألف سائح عادوا إلى روسيا قادمين من مصر، فيما بقي حسبها، هناك 28 ألف روسي آخرين.ومعلوم أنه مع تطور الأحداث في البلاد أصبح الموسم السياحي الحالي في مصر مهددا بالإلغاء بعد قيام الولاياتالمتحدة بترحيل مواطنيها من هناك، وانضمام دول عديدة كفرنسا وبلجيكا والسويد وألمانيا وفنلندا وبولندا وروسيا والصين وأستراليا إلى قائمة الدول المحذرة لرعاياها من السفر لأي سبب إلى الأراضي المصرية.وبالرغم من بقاء أعداد من السياح الأجانب من بينهم 15 ألف سائح ألماني وأعداد أخرى من سواح من دول أخرى فإن هذا العدد لا يعني شيئا بالنظر إلى الأعداد الكبيرة التي غادرت مصر.و معلوم أن قطاع السياحة يصنف بكونه من أهم أربعة مصادر للدخل القومي المصري إلى جانب قناة السويس وصادرات النفط وتحويلات المصريين في الخارج، حيث تشكل إيرادات السياحة نسبة 11 بالمائة من مصادر الدخل القومي المصري.وكانت إيرادات السياحة في مصر قد تراجعت بنسبة 2.1 بالمائة عام 2009 لتبلغ 10.76 مليارات دولار من 11 مليار دولار 2008. وبالتوازي مع ذلك انخفض عدد السياح الذين زاروا مصر في 2009 بنسبة 2.3 بالمائة إلى 12.5 مليون من 12.8 مليون سائح في 2008.وقدر تقرير حديث أصدرته منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة من يزورون مصر سنويا -من دول العالم المختلفة- ب12.8 مليون سائح، وأشار هذا التقرير إلى أن معظم هؤلاء يتوجهون إلى المزارات الأثرية التقليدية في الأقصر وأسوان والقاهرة والواحات، فيما تفضل شريحة كبيرة منهم قضاء العطلات في مناطق الرياضات المائية والغوص في مدن البحر الأحمر وسيناء.