شهد أول أيام عيد الفطر بقسنطينة حركة تجارية شبه منعدمة و ندرة كبيرة في مادتي الحليب و الخبز، فيما عانى المواطنون من نقص كبير في وسائل النقل، دفعهم إلى اللجوء لسيارات "الفرود" و ذلك وسط شلل كلي للنشاط داخل المحطات. و قد لاحظنا أن أغلب محلات المواد الغذائية و المخابز كانت مغلقة في اليوم الأول، و ذلك إلى غاية فترة ما بعد العصر، أين بدأ بعض التجار في ممارسة النشاط وسط ندرة كبيرة في مادتي الخبز و الحليب، أما ثاني أيام العيد فعرف انفراجا في الحركة التجارية، خاصة بالنسبة للمخابز و محلات التغذية العامة التي كانت مفتوحة طيلة النهار بأغلب الأحياء، رغم استمرار تسجيل نقص في بعض المواد على غرار الخضر و اللحوم، وسط استجابة معتبرة من المقاهي و حتى بعض المطاعم، كما أن معظم الأكشاك و محلات الهاتف العمومي فتح أصحابها بشكل عادي خلال اليوم الثاني من العيد. مصدر من اتحاد التجار اعترف بأن اليوم الأول للعيد عرف استجابة ضعيفة من التجار المناوبين، مبررا ذلك بتزامن العيد مع يوم الجمعة و ارتفاع درجات الحرارة، مضيفا بأن هناك مخابز عرفت إقبالا ضعيفا جدا من الزبائن، ما أدى إلى كساد مادة الخبز و التخلص من كميات كبيرة منها. أما اليوم الثاني من عيد الفطر فقد عرف، حسب مصدرنا، استجابة واسعة من التجار المناوبين، مؤكدا بأن 100 بالمائة من المخابز الموضوعة في قائمة المناوبة عملت بشكل عادي، و الأمر ذاته بالنسبة لمحلات المواد الغذائية، فيما وزع الحليب بشكل عادي و كان الخبز متوفرا، مضيفا بأن نسبة الاستجابة للمناوبة في اليوم الثاني بلغت حوالي 80 بالمائة. من جهة أخرى، شهدت محطتا الحافلات بكل من خميستي و باب القنطرة صباح أول أيام العيد، حركة محتشمة اقتصرت على بعض الخطوط، قبل أن تشل تماما بحلول منتصف النهار، حيث خلت نهائيا من الحافلات ما أجبر المسافرين على تغيير وجهاتهم، كما لم يختلف الوضع كثيرا بعلي منجلي، أين اضطر المواطنون للجوء إلى سيارات الفرود أمام قلتها، و اصطف العشرات منهم بالطرقات للبحث عن وسيلة نقل و بأي سعر، خصوصا و أن أغلب سائقي "الطاكسي" فضلوا العمل في الفترة المسائية. و قد خلف النقص المسجل في وسائل النقل، استياء كبيرا من مواطنين اضطر الكثير منهم للجوء إلى الركوب ب "الكورسة"، في وقت عرف الوضع انفراجا نسبيا يوم أمس، بعودة عدد كبير من أصحاب الحافلات و سيارات الأجرة للنشاط، و كذا تشغيل جهاز التيليفيريك، الذي ساهم في التقليل من أزمة النقل بالجهة الشرقية لمدينة قسنطينة. رئيس اتحاد الناقلين الخواص اعترف من جهته، بنقص كبير في وسائل النقل خلال الفترة الصباحية من أول أيام العيد، و أرجع ذلك إلى نقص حركية المواطنين و قلة في المردودية، قابلها التزام "أغلب الناقلين" بضمان الخدمة خصوصا في الفترة المسائية. كما أوضح أنه قد تم نشر قائمة الناقلين المناوبين عبر كامل المحطات و التي تضمنت أربع حافلات بكل خط، مضيفا بأن الخدمة تحسنت أكثر مساء أمس الأول، في حين أكد عدم تسجيل نقص خلال اليوم الثاني من عيد الفطر. أما أمين الاتحاد الولائي لناقلي سيارات الأجرة، فقال أنه قد تم ضمان الحد الأدنى من الخدمة خلال يومي العيد، موضحا أن السائقين استجابوا للتعليمات التي تلقوها من منظمي المحطات الإثنتي عشرة، فيما لم تطرح مشكلة نقص النقل خلال يوم أمس، كما كشف محدثنا أن الناقلين اصطدموا أول أيام العيد المصادف ليوم الجمعة، بنقص كبير في حركية المواطنين، هو ما يعتبر حسبه سببا إضافيا، لعدم مزاولة الكثير من السائقين لعملهم خلال في اليوم الأول من العيد.