"علينا ألا نخشى من تطوير المالوف " يستعد الفنان القسنطيني شمس الدين جباسي لتصوير أغنيته ذائعة الصيت الموسومة ب « قسنطينة أم الحواضر» على طريقة الفيديو كليب و التي يبرز من خلالها جمال مدينة الجسور المعلقة و معالمها الحضارية و الثقافية من خلال تصوير عالي الجودة. حسب الفنان فإن الفيديو الكليب الجديد يخرجه مؤنس خمار المعروف بإخراجه لكليب وردة الجزائرية الأخير وذلك بعد أن إستمع إلى الأغنية و أعجب كثيرا بها. الأغنية التي تحمل عنوان « قسنطينة أم الحواضر» لاقت رواجا كبيرا في الأشهر الأخيرة ( مدتها حوالي 16 دقيقية ) ، و تستعرض تاريخ المدينة بكلمات شعرية جميلة ، مع استعادة أهم وجوهها الثقافية والأدبية والفنية بلهجة قسنطينة مهذبة، قريبة للفصحى ، وذلك من أجل أن يفهمها باقي العرب. عن سبب إصراره على أداء أغاني « تتغزل « بمدينة قسنطينة ، أوضح محدثنا بأن المدينة تستحق مكانة مشرفة لأنها تلهم الشعراء كما تلهم المغنين ، حيث إعتبر شوارعها وأزقتها بمثابة أغنية مالوف متجسدة على أرض الواقع وما على الفنانين إلا أن يؤدوها بطريقتهم الخاصة. وتابع الفنان شمس الدين جباسي حديثه قائلا بأن سر نجاح أي أغنية هو البساطة وعدم التكلف لأن المستمع يبحث عن أغنية تريحه ولا تزيد من تعقيدات حياته لكن يشترط في الأغنية مقومات الفن من كلمات جميلة وموسيقى جديدة تحمل في طياتها إبداعا. محدثنا إعتبر نوبات المالوف بمثابة تراث ومرجع كلاسيكي ، يجب أن يحفظ ، داعيا في نفس الوقت إلى ضرورة كتابة قصائد جديدة و وضع توزيع موسيقي جديد ضمن طابع المالوف للحفاظ على استمراريته وتطويره ، مع الإبقاء على جوهر المالوف . وأوضح في سياق حديثه بأنه يجب على الفنانين ألا يخشوا خوض تجارب غنائية جديدة ، فلكل فترة مؤشراتها الخاصة وفنها الذي يعبر عنها ، إذ أن تغيير الإيقاع وغناء قصائد جديدة كفيل بكسر الملل والرتابة اللذين أصبحا يميزان بعض أغاني المالوف. ابن مدينة قسنطينة تحدث عن تجربته مع جمعيات المالوف إذ غنى ضمنها لأكثر من 25 سنة ، فاعتبرها مدارس حقيقية لتعليم الفن القسنطيني، لكنها لا تسمح بظهور المواهب الفردية وهو ما وصفه محدثنا بأنه تضييق لمجال الإبداع والعمل الفردي . في سياق منفصل ، أوضح شمس الدين جباسي بأنه يشعر بعدم تثمين جهود فناني المالوف في قسنطينة ، وهذا ما انعكس ، حسبه ، سلبا على معنويات المغنيين الذي لم يعودوا يميلون كثيرا للإبداع الفني ، نظرا لغياب المحفزات على ذلك. بخصوص تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 ، إعتبرها الفنان فرصة كبيرة للمدينة ، مضيفا بأنها تستحق أن تكون عاصمة ، نظرا لبعدها الثقافي وتاريخها الكبير، لكنه تأسف في نفس الوقت لعدم وعي بعض الإداريين بضرورة تكريس الثقافة في الحياة اليومية للمواطنين ، انطلاقا من وجود تظاهرة كبرى ذات بعد عربي بمدينة العلم والعلماء. وتابع محدثنا كلامه مؤكدا بأن أية تظاهرة ثقافية هي مكسب ، مهما كانت السلبيات لأن الفن لديه القدرة على صناعة أحد أوجه الحضارة والرقي.