أوقعت عملية سحب القرعة للتصفيات المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018 المنتخب الجزائري في مواجهة المتأهل من تانزانيا و مالاوي في الدور الثاني و ما قبل الأخير من الطريق المؤدي إلى موسكو عبر بوابة القارة الإفريقية، الأمر الذي يضع الخضر في رواق جيد للتواجد في دور المجموعات بالنظر إلى تواضع المنافس. عملية القرعة و التي جرت مساء أمس بقاعة المؤتمرات التابعة لقصر «قسنطنتين» بمدينة سانت بيترسبيرغ الروسية كانت بدايتها بالقرعة الخاصة بالقارة السمراء، حيث ظل «السيسبانس» قائما بالنسبة للجزائريين للتعرف على هوية منافسهم في الدور الثاني، على إعتبار أن لجنة التنظيم عمدت إلى إنتهاج نظام قرعة يربط مباشرة بين المستويين الرابع و الخامس و كذا المستوى الأول، لأن السحب ينطلق من الوعاء المخصص لمنتخبات المستوى الخامس، و هي الأضعف في التصنيف الأخير للفيفا، و التي ستستقبل في ذهاب الدور التمهيدي الأول منافسا من المستوى الرابع شهر أكتوبر القادم، و هي العملية التي تكفل بها الحارس الروسي الشهير رينات داسييف، في حين كان النجم الكاميروني صامويل إيتو مكلفا بسحب منتخب من الوعاء المخصص لمنتخبات المستوى الأول الذي يضم «كبار القارة»، و لو أن التشويق ظل متواصلا بالنسبة للجزائريين إلى غاية آخر كرية، كون الجزائر كان آخر منتخب تم سحبه من هذا الوعاء، ليكون «الخضر» على موعد مع مواجهة المتأهل من تانزانيا و مالاوي. و بالنظر إلى إفرازات قرعة الدور الأول يمكن القول بأن مباراة منتخبي تانزانيا و مالاوي تعد القمة في هذه المحطة التصفوية، على إعتبار أن باقي المواجهات تبدو نظريا غير متكافئة، و كفة بعض المنتخبات تبدو أرجح، و لو أن المتأهل مهما كانت هويته يبقى بعيدا عن مستوى المنتخب الجزائري، إذ أن منتخب مالاوي الذي يكسب أفضلية نسبية لتخطي عقبة الدور الأول يتواجد حاليا في المركز 108 عالميا برصيد 302 نقاط، و لم يسبق له المشاركة في المونديال و لا لعب أدوار طلائعية في التصفيات، كما أن ظهوره في دورات «الكان» إقتصر في مناسبتين، و من باب الصدف أنه وقع في كلتاهما إلى جانب المنتخب الجزائري في نفس الفوج، و ذلك سنة 1984 بكوت ديفوار، أين فاز «الخضر» بثلاثية نظيفة، و الأخرى في دورة 2010 بأنغولا، لما فاز منتخب مالاوي بنفس النتيجة (3 / 0) في الدور الأول. و ما يجسد تراجع منتخب مالاوي الهزيمة التي تكبدها في عقر الديار منتصف شهر جوان المنصرم على يد زيمبابوي بنتيجة (1 / 2) في إفتتاح التصفيات المؤهلة إلى «كان 2017» بالغابون، لأن هذا المنتخب غاب عن الساحة على مدار 5 سنوات، و إنجازه الوحيد في هذه الفترة الفوز المفاجئ و العريض الذي كان قد حققه على حساب الجزائر في أنغولا، حيث أن يتشكل حاليا من لاعبين غالبيتهم من الدوري المحلي، و يشرف على قيادته التقني المالاوي كيناه فيري. من الجهة المقابلة فإن منتخب تانزانيا يبقى أضعف من مالاوي، بدليل أنه يحتل المركز 139 عالميا بمجموع 200 نقطة، و حلم المشاركة في المونديال لا يمكن أن يراود التانزانيين في الوقت الراهن، مادام أن منتخبهم و منتخب تأسيسه سنة 1930 لم يتمكن من ضمان المشاركة في دورات «الكان» سوى مرة واحدة، و ذلك في طبعة 1980 بنيجيريا، رغم أن التقني الدانماركي جان بولسن حمل معه بعض الأحلام للقدرة على ضمان مشاركة ثانية للكرة التانزانية في العرس القاري، لكن تدشين مشوار التصفيات بهزيمة ثقيلة بثلاثية على يد مصر قد تجعل هذا الحلم يتبخر مبكرا بتواصل الغياب عن الساحة الإفريقية إلى إشعار آخر. و لئن كانت كل المعطيات الأولية تصب في رصيد «الخضر» لكسب الرهان و المرور إلى الدور الثالث فإن أمر التأهل لن يحسم إلا بعد الإحتكام إلى الميدان، لأن عقدة مالاوي تبقى تلقي بظلالها على الجزائريين منذ دورة أنغولا 2010، كما أن اللعب في أدغال القارة السمراء له خصوصيات، إنطلاقا من الظروف المناخية الصعبة و تأثيرها على مردود العناصر الوطنية. بالموازاة مع ذلك فإن عملية سحب القرعة خدمت مصلحة «كبار إفريقيا»، لأن بطل القارة منتخب كوت ديفوار سيلاقي المتأهل من ليبيريا و غينيا بيساو، و هي منتخبات مغمورة، و كذلك الشأن بالنسبة لتونس التي ستواجه المتأهل من منتخبي جنوب السودان و موريطانيا، في حين سيجد منتخب مصر نفسه في طريق مفتوح نحو دور المجموعات، على إعتبار أن منافسه سيكون إما تشاد أو سيراليون، و عليه فإن المنتخبات ال 13 التي أدرجت في المستوى الأول قد تتأهل جماعيا إلى الدور الثالث. على النقيض من ذلك فإن قمة الإثارة ستكون في المواجهات السبع المباشرة بين منتخبات المستويين الثاني و الثالث، حيث أن الصراع سيتجدد للمرة الثالثة على التوالي في تصفيات المونديال بين السودان و زامبيا، في حين سيجبر أحد الموندياليين السابقين جنوب إفريقيا أو أنغولا على توديع التصفيات من ثاني الأدوار بعدما وضعتهما القرعة وجها لوجه، بينما سيلاقي المنتخب المغربي نظيره من غينيا الإستوائية و الذي كان قد خلفه في إستضافة «كان 2015». للإشارة فإن التصفيات على مستوى قارة إفريقيا ستجرى في دوريها الأول و الثاني بنظام الذهاب و الإياب و الإقصاء المباشر، و قد أخذت لجنة تنظيم مونديال 2018 تصنيف الفيفا الصادر في التاسع جويلية الجاري كمعيار أساسي في توزيع المنتخبات على المستويات، مع إعطاء الأفضلية للأحسن تصنيفا بلعب لقاء العودة من كل دور في عقر الديار، و عليه فإن منتخبات المستوى الأول ستستضيف في غياب الدور الثاني منتصف شهر نوفمبر القادم. صالح فرطاس
و فيما يلي برنامج مباريات الدور الأول
الصومال = النيجر جنوب السودان = موريتانيا غامبيا = ناميبيا ساوتاومي = أثيوبيا التشاد = سيراليون جزر القمر = اللوزوطو جيبوتي =سوازيلندا إيريتيريا = بوتسوانا السيشل = بورندي ليبيريا = غينيا بيساو إفريقيا الوسطى = مدغشقر جزر موريس = كينيا تانزانيا =مالاوي ملاحظة: لقاءات الذهاب تجرى يوم 05 أكتوبر 2015 و الإياب في 13 أكتوبر 2015 أما برنامج مباريات الدور الثاني فهو على النحو التالي: المتأهل من (الصومال – النيجر) = الكاميرون المتأهل من (جنوب السودان – موريتانيا) = تونس المتأهل من (غامبيا – ناميبيا) = غينيا المتأهل من (ساوتاومي – أثيوبيا) = الكونغو المتأهل من (التشاد - سيراليون ) = مصر المتأهل من (جزر القمر – اللوزوطو) = غانا المتأهل من (جيبوتي - سوازيلندا ) = نيجيريا المتأهل من (إيريتيريا – بوتسوانا) = مالي المتأهل من (السيشل - بورندي ) = الكونغو الديمقراطية المتأهل من (ليبيريا - غينيا بيساو ) = كوت ديفوار المتأهل من (إفريقيا الوسطى – مدغشقر) = السينغال المتأهل من (جزر موريس – كينيا) = الرأس الأخضر المتأهل من (تانزانيا - مالاوي ) = الجزائر ملاحظة: لقاءات الذهاب تجرى يوم 09 نوفمبر 2015 و الإياب في 15 نوفمبر 2015