يعيش سكان قرية هلة ببلدية خيران الواقعة جنوب مدينة خنشلة بنحو 60 كلم صعوبات كبيرة في مجال التغطية الصحية، بالرغم من الشكاوى العديدة الموجهة للجهات المعنية وغياب كلي للخدمات الصحية، التي تعكس حقيقتها مشاهد وصور مقر العيادة المنجزة منذ أزيد من 30 سنة، والتي تحولت بفعل الإهمال ولا مبالاة الجهات المعنية إلى مرحاض عمومي ومأوى للحيوانات وللكلاب الضالة، نظرا لما آل إليه هيكلها من تخريب وإهمال، وهو ما جعل سكان القرية يناشدون مدير الصحة والسكان الجديد تدعيمهم بالتغطية الصحية اللازمة والقضاء على تنقلاتهم المستمرة وفي أبسط الحالات إلى البلديات المجاورة على غرار بلديتي بابار وخيران. الطبيب المكلف بضمان التغطية الصحية وإجراء الكشف الطبي مرة أو مرتين كل أسبوع عبر بمرارة عن خيبة أمله إزاء الوضع الكارثي لصحة السكان الذين يعانون في معظمهم من شتى الأمراض والأوبئة، في ظل الحرمان من الحد الأدنى للتغطية الصحية بهذه العيادة التي أضحت خرابا لا تقدم أبسط الخدمات الضرورية مؤكدا الغياب الكلي للمصل المضاد للسموم واللقاحات اللازمة للأطفال وضمان التكفل بالحالات الاستعجالية. مدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية في بلدية جلال بصفته مسؤولا على نشاط هذه العيادة أوضح من جهته أن التقصير تتحمل مسؤوليته سلطات بلدية خيران، وقد تم اقتراح هدمها كليا وإعادة بنائها إلا أن اقتراحه لم يؤخذ بعين الاعتبار ما يجعل صحة سكان هذه القرية المعزولة في خطر، رغم ما تبذله المؤسسة من جهود لتقديم أفضل الخدمات وتحقيق الحد المطلوب من التغطية الصحية لهذه المناطق المعزولة، بما فيها تشكيل فرق طبية بعيادات متنقلة لهذه المناطق المحرومة والمعزولة و هي المبادرات التي لقيت استحسانا كبيرا وسط سكان المناطق النائية وسجلت نتائج جد ايجابية في استجابة المواطنين للكشوفات والفحوصات التي تقوم بها عبر المناطق الجنوبية لولاية خنشلة بما فيها ختان الأطفال. من جهته مدير الصحة والسكان وفي تصريح سابق للنصر كشف عن نيته في إعادة بعث الحياة في الهياكل الصحية المنتشرة عبر الولاية، من خلال وضع خارطة طريق جديدة لتنشيط العيادات و الإهتمام بقاعات العلاج المهملة بوضع برنامج عملي بالتنسيق مع الجماعات المحلية.