تتعرض هذه الأيام الآلاف من أشجار النخيل بمختلف المناطق الغابية في ولاية بسكرة إلى الموت والزوال النهائي، جراء تفاقم أزمة مياه السقي، خاصة بمناطق أولاد جلال سيدي عقبة وزريبة الوادي، الأمر الذي دفع بمالكي النخيل إلى دق ناقوس الخطر خوفا من تعرض نخيلهم التي تعد مصدر رزق آلاف العائلات بالمنطقة إضافة الى كونها القاطرة الأمامية للاقتصاد المحلي للاندثار. وفي هذا السياق ذكر بعض أصحاب واحات النخيل أن الانخفاض الكبير في منسوب مياه السدود، التي تراجعت مخزوناتها بشكل مخيف جراء قلة التساقطات المطرية وراء موجة هلاك اشجار النخيل، خاصة على مستوى سد فم الخرزة بسيدي عقبة، بعد أن وصلت نسبة التعبئة به أقل من 19 في المئة وانخفاض حجم التخزين إلى مادون 5 مليون متر مكعب من إجمالي طاقة استيعابه المقدرة بحوالي47 مليون متر مكعب. التراجع الكبير المسجل في مخزون مياه السدود ببسكرة جعل أزمة مياه السقي تتفاقم بشكل أثار قلق ومخاوف مالكي النخيل على مستوى المناطق التي يعتمد في سقيها على مياهه خوفا من استمرار مرحلة الجفاف، التي تشهدها المنطقة عموما والتي تسببت في تعطل عملية السقي إلى قرابة 30 شهرا ما جعل عملية الإنتاج هذا الموسم تعرف تراجعا كبيرا مقارنة بالسنوات الفارطة، و هو ما قد يهدد إنتاج التمور للموسم القادم. وحسب مسير تعاونية المياه فإن توفر السد على الكمية المطالب باستغلالها وفقا لاحتياجات المزارعين إلا أن استغلالها في عملة إزالة الطين من قبل الجهة المكلفة حال دون ذلك، ورغم وجود بدائل مائية أخرى تتمثل في 14 منقبا إلا أنها غير كافية مقارنة بحجم المعضلة. ورغم الاستفادة من 07 مناقب جديدة إلا أن التأخر في تجهيزها لأسباب مختلفة حال دون المساهمة في حل المشكلة بعد أن ساهم التوسع الكبير في المحيطات الفلاحية المخصصة لزراعة النخيل بطريقة عشوائية دون الاعتماد على دراسة تقنية واقتصادية في ظل تفاقم ندرة المياه خلال السنوات الأخيرة، وتقليص عملية السقي من معدل 06 مرات طيلة الموسم الفلاحي إلى مرة واحدة خلال30 شهرا، مقابل ما يقارب من400 ألف نخلة و غراسة سنوية تقدر بحوالي 7000 نخلة صغيرة جديدة، خاصة بمحيطات الاستصلاح ومنطقتي علب شرماط والتجديد. ومع استمرار الأزمة فان ثروة النخيل مهددة بالموت خاصة بالواحات القديمة التي تسجل يوميا موت ما يزيد عن 100 نخلة حسب تأكيدات بعض الفلاحين والعدد مرشح للارتفاع في الأيام القادمة بسبب الارتفاع القياسي في درجات الحرارة مقابل الحاجة الملحة لمياه السقي.