أدمت صورة الطفل السوري الذي قذفته أمواج البحر إلى الشواطئ التركية قلوب العالم، حتى بات رمزا يختزل مأساة كبرى قضى بسببها مئات الآلاف من النساء والرجال والأطفال، وتفاعل رواد مواقع التواصل مع صورة الطفل التي صنعت الحدث، وأجمعوا على ضرورة وضع حد لهذه المآسي والرحلات غير مضمونة العواقب والوجهة. وكانت وكالة دوغان للأنباء قد نشرت صورة لجثة طفل صغير يرتدي قميصا أحمر وملقى على وجهه على الشاطئ قرب بودروم، إحدى المنتجعات التركية الرئيسية. وانتشر هاشتاغ "الإنسانية على الشاطئ" على موقع تويتر و أصبح بين القضايا الرئيسية المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير. وتختزل هذه الصورة معاناة وآلام السوريين الفارين من الصراع في بلادهم. وبعيدا عن عاطفة رواد مواقع التواصل الإجتماعي، سواء من العرب أو غيرهم، فقد كانت لصورة الطفل السوري أصداء واسعة عبر الصحف العالمية، حيث قالت صحيفة التلغراف اللندنية إن هذه الصورة هي تجسيد للمأساة والتراجيديا التي يعيشها الآلاف من اللاجئين، وكذلك هي تجسد المأساة الأوروبية في التعامل مع هذا الملف الأكثر تعقيدا فهو يحمل جانب إنساني، ولا تمكن مناقشته من هذا الجانب، ولكنه لا يخلو من منغصات تتعلق بالنواحي القانونية، وقدرة الدول الأوروبية على التنسيق بينها لاستيعاب المهاجرين، أو التعامل بطريقة أكثر إيجابية مع هذا الملف. أما صحيفة نيويورك تايمز" فعنونت": هذه الصورة الوحشية اللإنسانية يجب أن يراها الجميع.. هذا ما يقوله النشطاء، وتابعت "لقي 12 مهاجرا مصرعهم أثناء محاولاتهم العبور في المياه من تركيا إلى أقرب جزيرة يونانية، ومن بين من لقوا مصرعهم طفل سوري ألقى به الموج على الشواطئ التركية، لتنتشر صورته و تثير تعاطفا عالميا كبيرا، وسط مطالب من النشطاء بأن يرى الجميع هذه الصورة، لكي يستيقظ ضمير العالم" للتذكير فقد قضى 12 مهاجرا سوريا على الأقل قبالة سواحل تركيا بعد غرق زورقين متجهين من مدينة بودروم الساحلية جنوب غرب البلاد إلى جزيرة كوس اليونانية، بحسب خفر السواحل التركي والإعلام، بينما تم إنقاذ 15 شخصا آخرين. كما تمكن عدد آخر من النجاة بعد الوصول إلى الشاطئ وهم يرتدون سترات نجاة. وقالت وكالة دوغان إن معظم اللاجئين من بلدة كوباني "عين العرب" السورية الكردية فروا إلى تركيا العام الماضي هربا من عنف تنظيم "داعش"