النسخة العربية "للعرب مواهب" تسقط في الذاتية أخذ برنامج "للعرب مواهب"(آرابس غوت تالنت) منحى غريبا لم تعهده مثل هذه البرامج العالمية في نسخها الانجليزية و الفرنسية و الألمانية، حيث غلبت الذاتية على تقييم لجنة التحكيم لا سيما من جانب الفنانة اللبنانية نجوى كرم و المذيع المصري عمرو أديب اللذان لا يخفيان سرورهما عند صعود مترشحين من جنسيتهما، و دعمهما التام لهم مهما كانت نوعية العروض. و من أغرب ما وافقت عليه لجنة التحكيم لعبة الطوق البلاستيكي" سارسو" التي قدمتها مترشحة مصرية لم تثر إعجاب أحد سوى لجنة التحكيم التي راحت تتعاطف مع مقدمة العرض و شقيقتها اللتين كان عرضهما أشبه بنقل حي لأطفال يمرحون بإحدى فضاءات التسلية أو يتلقون دروسا أولية في هذه اللعبة. و ليست المرة الأولى التي تغلب العاطفة و الذاتية على تقييم أعضاء لجنة التحكيم و بشكل خاص للمترشحين القادمين من لبنان و مصر بات البرنامج أشبه بناد للهواة يصعب تحديد المواهب الحقيقية و انتقائها فيه بسبب الكم الهائل لعبارات نعم و "فلة، شمعة منورة" التي يوزعها أعضاء لجنة التحكيم على العارضين مجانا حتى يخيّل للمشاهد أنه فاتته بعض اللقطات الجميلة التي لم يرها سوى الحكام.و لعل الأكثر حظا في هذا البرنامج هم الأطفال الذين ينجحون في استعطاف قلوب الحكام المرهفة التي لا تقوى على مقاومة نظراتهم البريئة فيسرعون لتقديم بطاقات العبور إلى الدور الثاني. و المشكلة لا تتوقف عند هذا الحد بل تتجاوزها إلى اعتراف أعضاء لجنة التحكيم بشكل متكرر لجهلهم لبعض الفنون العصرية و تظهر عليهم علامات الدهشة رغم بساطة العروض التي يقدمها المشاركون و هنا يطرح السؤال نفسه "ألم يسبق لهؤلاء متابعة النسخ الأجنبية للبرنامج و ما تخللها من عروض مدهشة للغاية؟".و ماذا سيكون رد فعل صاحب فكرة النسخة الأصلية و الحكم الصارم البريطاني"سايمن كويل" لو انضم إلى لجنة تحكيم النسخة العربية؟ أظنه سيبدأ بطرد أعضاء لجنة تحكيم العرب أولا قبل تصفية أغلب المترشحين بكل سهولة في الدور الأول دون انتظار الدور الثاني لأن معايير و شروط قبول المواهب الحقيقية لا تختلف من بلد إلى ثان لو تم التقييم بشكل موضوعي.و للتذكير فإن "للعرب مواهب" مأخوذ عن النسختين الانجليزية و الأمريكية و التي بثت لأول مرة على قناة فوكس عام 2006 و يحصد من خلالها الفائز بالمرحلة النهائية قيمة مليون دولار.