استمرار المظاهرات في البحرين والمعارضة الشيعية تطالب بتحول البلاد إلى ملكية دستورية قال أمس الشيخ علي سلمان زعيم جمعية الوفاق التي تمثل التيار الشيعي الرئيسي في البحرين أن نواب الجمعية لن يعودوا عن قرار تعليق عضويتهم في مجلس النواب قبل تحول البلاد إلى ملكية دستورية وتشكيل حكومة منتخبة. ومع استمرار التظاهرات المطالبة بالإصلاح في المملكة لليوم الثالث على التوالي، قال سلمان في مؤتمر صحفي أن الوفاق لن تعود عن قرارها بتعليق عضوية نوابها في مجلس النواب إلا بتحقيق المطلب الرئيسي وهو التحول إلى الملكية الدستورية.وأوضح أن هذه الملكية الدستورية يكون فيها الشعب مصدر السلطات وتكون فيها الحكومة منتخبة من الشعب ويكون للشعب الحق في محاسبتها إذا فشلت في تحقيق أهدافها وانتخاب حكومة غيرها.وفي سياق متصل، أكد سلمان تأييد مطالب المتظاهرين المعتصمين في دوار اللؤلؤة بوسط المنامة والذين يلبون دعوة ناشطين على الأنترنيت ل"ثورة" في البحرين من أجل اعتماد إصلاحات سياسية والإفراج عن معتقلين شيعة ووقف التجنيس السياسي، على حد قولهم.ويأتي هذا الموقف بشكل متزامن مع قيام مئات البحرينيين أمس بتشييع شاب بحريني قتل خلال تفريق تظاهرة مطالبة بالإصلاح يوم الثلاثاء، وردد بعضهم شعارات مطالبة بإسقاط النظام، فيما استمرالإعتصام في ساحة دوار الحرية بوسط العاصمة.وذكر مراسل وكالة الأنباء الفرنسية أن أكثر من ألفي شخص قاموا بتشييع الشاب فاضل المتروك إلى مثواه الأخير في الماحوز بالقرب من المنامة، مشيرا إلى أن بعض المتظاهرين رددوا خلال الموكب الجنائزي عبارات تعبر عن رغبة الشعب في إسقاط النظام وحملوا الأعلام البحرينية وصور الضحية الثاني الذي سقط برصاصة انشطارية خلال تفريق مشيعي القتيل الأول الذي سقط مساء الإثنين في قرية شرق المنامة.وفي نفس الأثناء، إستمر مئات بالتظاهر في دوار اللؤلؤة بوسط المنامة أمس لليوم الثالث على التوالي تلبية لدعوات للتظاهركانت قد أطلقت عبر الأنترنيت للمطالبة بإصلاحات سياسية وبالإفراج عن معتقلين شيعة ووقف "التجنيس السياسي"، إلى جانب المطالبة باستقالة رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة.وتم نصب عشرات الخيام في الدوار الذي بات يطلق عليه المتظاهرون إسم "دوار الحرية" أو "دوار الشهيد".ويأتي استمرار التظاهر وسط العاصمة المنامة بالرغم من اعتذار وزير الداخلية البحريني لسقوط القتيلين وتوقيف "المتسببين" وبالرغم من تشكيل الملك حمد بن عيسى آل خليفة لجنة تحقيق وزارية ووعده باستمرار الإصلاحات.وكان ناشطون على موقع فيسبوك دعوا إلى قيام "ثورة 14 فبراير في البحرين" وطالبوا بالاحتجاج سلميا من أجل الإصلاح السياسي، إلا أن البعض منهم بدأ يطلق مطالب أكثر تشددا منذ سقوط القتيلين، بما في ذلك الدعوة إلى إسقاط النظام. من جهة أخرى أعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها البالغ إزاء أعمال العنف التي رافقت الإحتجاجات التي شهدتها البحرين وأسفرت عن مصرع إثنين من المتظاهرين.وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية، فيليب كراولي، في بيان أول أمس أن الحكومة منزعجة جدا من أحداث العنف الأخيرة التي أحاطت بالإحتجاجات، مضيفا أنها تلقت تأكيدات بمصرع إثنين من المحتجين، ودعا جميع الأطراف إلى ضبط النفس والإحجام عن العنف.وثمن الناطق باسم الخارجية الأمريكية بيانات الحكومة البحرينية التي أعلنت فيها بأنها ستحقق في الأسباب التي أدت لحادثتي الوفاة، وأنها ستتخذ إجراءات قانونية ضد العنف غير المبرر من قبل قوات الأمن البحريني.