جمعية الهدى و الإصلاح تشرف على خدمات التغسيل و التكفين و نقل الموتى بالمجان تبادر الجمعية الخيرية الهدى و الإصلاح بقسنطينة منذ سنتين إلى تغسيل و تكفين ونقل الموتى مجانا، حيث تركن شاحنتها يوميا أمام مدخل مصلحة حفظ الجثت بالمستشفى الجامعي الدكتور ابن باديس بقسنطينة، و ذلك من الساعة السادسة و النصف صباحا إلى المساء. رئيس جمعية الهدى و الإصلاح الشيخ صالح بن عنابة أوضح للنصر، بأن فكرة عرض خدمات خيرية لها علاقة بتغسيل و تكفين و نقل الجثامين راودتهم منذ سنتين، بعد وقوفهم على الصعوبات و المشاكل التي يواجهها الكثير من أهالي الموتى و بشكل خاص المعوزين و القاطنين بمناطق بعيدة، الشيء الذي دفع رئيس الجمعية إلى وضع شاحنته الخاصة تحت تصرّف كل شخص في حاجة إلى مثل هذه المساعدة، قبل أن تتسع المبادرة إلى تأسيس جمعية لها اعتماد و متبرعين يقبلون التنقل إلى بيوت المتوفين لتقديم خدمات تكاد تندثر بالكثير من المناطق بعد عزوف الشباب عنها. محدثنا أكد أن جمعيته تعد حوالي 40 متطوّعا بين الرجال و النساء كلهم من الشباب الذين يبدون استعدادا دائما لتقديم خدماتهم الخيرية دون مقابل، هدفهم و غايتهم الوحيدة التقرّب إلى الله عز و جل، مؤكدا بأن ثمة من المغسلين من يتبرعون بالأكفان من حر مالهم. و أضاف رئيس الجمعية موضحا بأن جمعيتهم تعتمد بالدرجة الأولى على هبات المحسنين، مؤكدا تعاون الكثير من المواطنين معهم، الشيء الذي مكنهم من مواصلة مبادرتهم التي تعد الأولى على مستوى قسنطينة حسبه، و توسيع خدماتهم إلى خارج الولاية، حيث يقومون بنقل جثامين المرضى الذين يتوفون بمستشفى قسنطينة إلى مكان سكناهم مهما كانت المنطقة التي كانوا يقيمون بها، مؤكدا بأنهم ساعدوا الكثير من العائلات الفقيرة القاطنة بالجنوب. و بخصوص، عدد عمليات النقل التي يبادرون بها أكد بأنها تتجاوز المائة عملية شهريا، مردفا بأن نشاطهم يتم عموما بين المستشفى الجامعي و المستشفى العسكري بقسنطينة مؤكدا بأنهم مستعدين لتوسيع خدماتهم لباقي البلديات إذا توّفرت لديهم الإمكانيات من هبات و شاحنات و متطوعين وكذا مقر مناسب لتنظيم و تنسيق العمل ، آسرا بأن الشاحنة الجديدة التي بحوزتهم هبة من أحد المحسنين. الشيخ صالح بن عنابة قال أن مثل هذه المبادرات متوّفرة بكثرة بباقي الدول العربية و الإسلامية منذ سنوات طويلة، مما دفعه لتجسيد مثل هذه المشاريع الخيرية، لما لها من اثر التضامن، التكافل و التآزر، مشيرا إلى أن الكثير من المواطنين يجهلون بأن خدماتهم مجانية، لذا فضل انتهاز فرصة تواجدنا لإيصال رسالة لكل من واجه مشكلة لها علاقة بعدم إيجاد مغسلين أو ليس لديهم الإمكانيات لدفع تكاليف نقل الجثمان، و أكد بأن الجمعية تتوّفر على الإمكانيات المناسبة لنقل الموتى مهما كان سن المتوفي بما فيهم الأطفال. و تحدث أيضا عن بعض المشاكل التي يواجهونها في نشاطهم، كالحادث الذي تعرّضوا له خلال نقلهم إحدى الجثامين إلى جنوب البلاد، حيث تم رشق سيارتهم بالحجارة من قبل عدد من المواطنين المحتجين الذين كانوا يغلقون الطريق على مستوى إحدى بلديات مما تسبب في خدوش لمركبتهم التي كان على متنها ميّت متأسفا لمثل هذه السلوكات غير الأخلاقية.