دخل منذ الساعات الأولى لصبيحة أمس الثلاثاء نحو 400 عامل يزاولون نشاطهم بوحدة تصنيع الأنابيب، التابعة لمركب أرسلور ميطال بالحجار في إضراب مفتوح للمطالبة برحيل مدير الوحدة كارلوس برينكو الحامل للجنسية الفرنسية . و هذا على خلفية عدم إقدامه على إخطار المديرية العامة للمركب بصرف منحة المردودية الخاصة بسنة 2010على كافة عمال الوحدة، لعدما كانت هذه النقطة موضوع نقاش ساخن بين ممثلي عمال وحدة الأنابيب و الفرع النقابي لعمال المركب، أفضى بالتوقيع على إتفاق يقضي بتسديد منحة المردودية مطلع السنة الجارية، لكن هذا الإتفاق لم يجد طريقه غلى التجسيد على ارض الواقع، مما دفع بالعمال إلى الدخول في إضراب مفتوح للمطالبة برحيل المدير الذي حملوه كامل المسؤولية في هذه القضية، فضلا عن مطلب تعجيل الإدارة في إعادة النظر في قائمة المستفيدين من هذه المنحة. . هذه الحركة الإحتجاجية قابلتها تحركات ممثلين عن الفرع النقابي في محاولة لإحتواء الأزمة، و إقناع عمال وحدة الأنانيب بالعدول عن قرارهم، لكن العمال المحتجين صعدوا من لهجتهم و إعتبروا مطلب الرحيل الفوري للمدير بمثابة المطلب الرئيسي لهم، خاصة و أن هذا المدير كان حسبهم قد إستفاد من زيادة في الراتب الشهري بنسبة بلغت 150 بالمائة، مقابل عدم مراعاة الظروف المأساوية التي يمر بها العمال، فضلا عن كونهم حملوه كامل المسؤولية في تدهور وضعية هذه الوحدة، ليكون إمتناعه عن إمضاء قرار صرف منحة المردودية بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، لأن العمال صنفوا هذا الإجراء في خانة المخططات الهادفة غلى الغلق النهائي لهذه الوحدة، و تسريح عمالها و إحالتهم على البطالة التقنية، لأن المديرية العامة كانت خلال السنة المنصرمة قد لمحت غلى إمكانية غلق وحدة الأنانيب و تحويل عمالها غلى ورشات و وحدات إنتاجية أخرى، لكن تحرك الفرع النقابي أحبط هذا المخطط، رغم أن الإدارة الفرنسية كانت قد أكدت عدم قدرتها على تحمل نفقات العمل على مستوى هذه الوحدة ، بعد توقف الإنتاج بها بسبب عدم وجود طلبيات من كبريات المؤسسات الاقتصادية خاصة منها مجمع سوناطراك، الذي تعود على الإعتماد على منتوج وحدة الأنابيب غير المفحمة للمركب، إلا أن طلبيات هذا المجمع توقفت كلية منذ نحو 16 شهرا. على صعيد آخر طالب العمال المحتجون بضرورة توضيح مصير وحدتهم، سيما و أن المديرية العامة لمركب أرسلور ميطال ما فتئت تلجأ إلى تعيين مدراء أجانب لتسييرها، و يتم رفع أجورهم مقابل محدودية النشاط على مستوى هذه الوحدة ،و هو أمر إعتبره العمال مخططا مدروسا لغلق وحدة تصنيع الأنابيب و تسريح عمالها، بعدما فشلت مديرية المركب في تنفيذ المخطط الذي كانت قد سطرته على مستوى المفحمة، لأن تحرك النقابة و شلها الورشات و الوحدات الإنتاجية لأزيد من 10 أيام في بداية السنة الماضية حال دون تسريح العمال الذين يزاولون نشاطهم على مستوى المفحمة و الفرن العالي، كما أن العمال المحتجين وجهوا أصابع الإتهام إلى المديرية العامة التي لم تبادر إلى البحث عن متعاملين جدد لإبرام صفقات من شأنها أن تسمح بالتخلص من المنتوج المكدس في هذه الوحدة، رغم أن الطلب على الأنانيب المصنعة تبقى دوما في صدارة حاجيات الشركات البترولية أو تلك المكلفة بإنجاز شبكات التزود بالغاز الطبيعي ، سيما و أن الإدارة الفرنسية لم تدرج وحدة تصنيع الأنابيب ضمن مخططها الإستثماري الممتد على المدى المتوسط.