استعاد ترجي قالمة نشوة الانتصارات بعد 4 جولات عجاف، و قد تزامن ذلك مع أول اختبار للمدرب الجديد كمال عاشوري، في مقابلة مجنونة، سارت على وقع مرحلتين مختلفتين، و إنتفاضة «السرب الأسود» كانت قوية في الشوط الثاني، و كانت ثمارها فوز مستحق، و لو أن فاتورة «الخناشلة» كادت أن تكون أثقل. المباراة عرفت انطلاقة سريعة جدا من جانب الزوار الذين تمكنوا من الوصول مبكرا إلى شباك الحارس بن زايد، في الدقيقة الثامنة عن طريق المهاجم قادري بقذفة قوية من على مشارف منطقة العمليات، و هو الهدف الذي أتى على معنويات رفقاء بورقبي، لأن الضغط النفسي المفروض عليهم جراء أزمة النتائج تجلى في الخطأ الفادح الذي ارتكبه الحارس بن زايد، عندما أخفق في ترويض الكرة، الأمر الذي استغله عثماني ليوقع الهدف الثاني لفريقه في ظرف ربع ساعة. هذا «السيناريو» لم يكن منتظرا، لكنه أعطى المقابلة «فيزيونومية» مغايرة للإنطلاقة، لأن التشكيلة القالمية رمت بكامل ثقلها في الهجوم في محاولة للعودة في النتيجة، بينما عمد المدرب عقون إلى انتهاج خطة دفاعية بحثا عن المحافظة على المكسب المحقق، و لو أن الحارس منصوري كان له الفضل في إنقاذ مرماه من هدف محقق، بتصديه لركلة جزاء نفذها المهاجم القالمي دمبري، و أخفق في إيداعها داخل الشباك، و ذلك في الدقيقة 43. لمسة المدرب عاشوري ارتسمت في «الكوتشينغ» الذي قام به قبيل نهاية الشوط الأول، لما أقحم هيشور بدلا من قاسمي، و هو التغيير الذي أعطى دفعا آخر للقاطرة الأمامية، حيث لعب هيشور دور «الجوكير» الحقيقي، بصنعه الهدف الأول للترجي في الأنفاس الأخيرة من الشوط الأول بكرة ميليمترية صوب رأس عبقة الذي أسكنها في شباك منصوري. المرحلة الثانية سارت في اتجاه واحد على وقع السيطرة المطلقة لترجي قالمة، و هي السيطرة التي ترجمها دمبري بهدف التعادل في الدقيقة 56 بعد عمل ثنائي ممتاز بين هيشور و خوالد، قبل أن يتمكن سيساوي من قلب الموازين و إمضاء الهدف الثالث بحلول الدقيقة 68، مستغلا سوء تموقع الدفاع الخنشلي، و لو أن الفاتورة كادت أن تكون أثقل بالنظر إلى الفرص الكثيرة التي ضيعها أصحاب الأرض.