الآفلان يدعو لتجسيد رسالة نوفمبر ببناء الدولة المدنية دعا حزب جبهة التحرير الوطني كل الجزائريين مهما كانت انتماءاتهم السياسية للانضمام ودعم «المبادرة السياسية الوطنية من أجل التقدم في ظل التلاحم والاستقرار» التي أطلقها قبل أسابيع قليلة، وقال إنها مبادرة جماعية غير إقصائية هدفها بناء جبهة وطنية قوية ومتماسكة لدعم الأمان في مواجهة المخاطر الداخلية والخارجية وهي سند قوي للجيش الوطني الشعبي و أسلاك الأمن في محاربة الإرهاب وتأمين الحدود والحفاظ على الوحدة الوطنية. جاءت الدعوة المتجددة للآفلان للانضمام لمبادرته في رسالة خاصة بمناسبة الذكرى ال 61 للثورة التحريرية، و في هذه الرسالة أكد الحزب أن الوفاء لرسالة نوفمبر يستدعي بذل مزيد الجهود من أجل تكريس الأمن و الاستقرار و ترسيخ قيم السلم و المصالحة، و تعزيز قواعد دولة الحق و القانون ومجتمع التضامن و الحوار و التكافل، ويتطلب ذلك تكريس الحكم الراشد في إدارة الشؤون العامة ومواصلة محاربة مختلف الآفات والانحرافات و التصدي بحزم لكل أولئك الذين يحاولون تشويه التاريخ و المساس برموز الثورة و رسالة الشهداء. ويربط الآفلان مبادرته بما حملته رسالة نوفمبر من أهداف كبرى ومنها بناء الدولة الديمقراطية الاجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية عندما يؤكد إن «الأمانة التي تركها الشهداء تقتضي العمل المخلص لحفظها و تجسيد مضامين رسالة نوفمبر ببناء الدولة المدنية، دولة الحق والقانون و المؤسسات، التي تلتزم فيها كل مؤسسات الدولة بمهامها الدستورية، و تقوم على الفصل بين السلطات و تكرس المواطنة الحقة لكل الجزائريين». وبالنسبة للآفلان فإن الوفاء لرسالة نوفمبر يقتضي أيضا «حماية الذاكرة التي تظل الأجيال بحاجة إليها و تبقى الأمة الجزائرية تستلهم منها ما يعمق شعورها بهويتها و انتمائها الحضاري و امتدادها في تاريخ الإنسانية، ولهذا فإن كتابة تاريخ ثورتنا يشكل مهمة حيوية ينبغي أن تحظى بالاهتمام و الأولوية». كما أكد الحزب العتيد في رسالته بمناسبة ذكرى الثورة المجيدة أنه عازم على الوفاء لقيم نوفمبر التي ستبقى المنارة التي يهتدي بها لتعزيز المنجزات المحققة و إنجاح مشاريع التنمية و برنامج الإصلاحات المؤسساتية الشاملة الذي بادر به رئيس الجمهورية وبناء اقتصاد وطني قوي و متنوع، يكون قادرا على انتاج الثورة وخلق مناصب الشغل، و إن واجب الوفاء لرسالة نوفمبر يفرض علينا مواصلة النضال من أجل تجسيد القيم النبيلة و المثل الوطنية و التوجهات الكبرى التي شكلت القاعدة التي تأسست عليها ثورة التحرير المظفرة. ثم وجهت رسالة الحزب تحية خاصة لرئيس الجمهورية أولا وللمجاهدين ثم لعامة الشعب بالمناسبة، وتحية تقدير وعرفان للجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني ومختلف أسلاك الأمن، وعلى غير العادة لم يشر الآفلان في ذات الرسالة لمطلب اعتراف فرنسا بجرائمها في حق الشعب الجزائري طيلة 132 سنة من الاستعمار، وضرورة الاعتذار له والتعويض له عنها، وهي المطالب التي كانت لا تفوت الحزب في مثل هذه المناسبات.