إدارة مركب الحجار تستنجد بالقوة العمومية و النقابة تمتص غليان العمال إضطرت إدارة مؤسسة أرسلور ميطال عنابة ظهيرة أمس السبت إلى الإستنجاد بالقوة العمومية لتفريق بعض المحتجين الذين تجمهروا و إعتصموا أمام البوابة الرئيسية للمركب على مستوى بلدية سيدي عمار، و الذين حاولوا منع العمال من الإلتحاق بمناصب عملهم في الورشات و الوحدات الإنتاجية. رغم أن الأمين العام للنقابة أكد بأن الأشخاص الذين حاولوا أمس إعتراض مسار العمال غرباء على المركب،و هم كما قال " ينفذون تعليمات أعطتها لهم أطراف نقابية سابقة تسعى إلى الإستثمار في الوضع و تحريك العمال للقيام بإحتجاجات عارمة في مختلف الورشات، تحضيرا لموعد إنتخابات تجيد الفرع النقابي" . الإستنجاد بالقوة العمومية من وحدات الدرك و الأمن الوطني جاء كإجراء حتمي بعد نجاح الإدارة في إحتواء الأزمة التي كانت قد فجرت الوضع داخل المركب منذ مساء الأربعاء المنصرم، لأن الشلل الكلي لجميع الورشات دام أزيد من يومين، لكن المفاوضات التي قادها ممثلون عن المديرية العامة مع تنسيقية المحتجين أفضت إلى حل وسط يقضي بتجميد العقوبة التي كانت قد سلطتها الإدارة على سائق الحافلة، غير أن الأمور أخذت بعدا آخر بعد دخول نحو 400 عامل من وحدة تصنيع الأنابيب غير المفحمة في حركة إحتجاجية رفضوا إثرها الالتحاق بمناصب عملهم ، للمطالبة بضرورة صرف المنح المتفق عليها بين ممثليهم النقابيين و الإدارة الفرنسية خلال النصف الثاني من السنة المنصرمة، و هي القضية التي حاولت أطراف محسوبة على جناح الفرع النقابي السابق الإستثمار فيها لشل المركب لليوم الثالث على التوالي لكن النقابة سارعت صبيحة أمس السبت إلى عقد جلسة عمل مطولة مع ممثلي الفروع النقابية للورشات الإنتاجية و أعضاء لجنة المشاركة، ليتم إثرها تقديم وعود لعمال وحدة الأنابيب تقضي بطرح مطالبهم على طاولة الدراسة في أقرب الآجال. إلى ذلك فقد أقدم مساء أول أمس الجمعة بعض أعضاء الطاقم الإداري المسير لمركب أرسلور ميطال على مغادرة التراب الوطني ، بعد توجيه المديرية العامة للمركب تقريرا مفصلا إلى والي الولاية بخصوص حالة الغليان التي هزت المركب يوم الأربعاء الماضي، و إنعكاسات ذلك على سير عمليات الإنتاج بمختلف ورشاته، مع إلحاحها على ضرورة إتباع قوانين صارمة لتوقيف بعض من يريدون إشعال فتيل اللااستقرار بمركب الحديد والصلب بعنابة ، لأن مديرية الموارد البشرية و الكائن مقرها بدولة لوكسمبورغ إستدعت بعض إطاراتها العاملين بمركب الحجار لتوضيح الرؤية بخصوص ما يجري بمركب الحجار، سيما و أن الإحتجاجات إمتدت إلى مئات البطالين من بلدية سيدي عمار و الدين طالبوا بتشغيلهم في المركب ، عقب الإعلان عن تخصيص حصص مالية معتبرة لإعادة تهيئته و تجديد ورشاته .جدير بالذكر أن شلل ورشات مركب الحجار لمدة ثلاثة أيام كان بعد إعتصام العمال أمام البوابات الرئيسية للمركب على خلفية حادثة سائق حافلة لنقل العمال و الذي عبر بالحافلة التي كان يقودها بركة مائية داخل أسوار المركب، فتطايرت منها قطرات ماء لتصب على سيارة مدير مراقبة من جنسية فرنسية، و هو التصرف الذي قابلته الإدارة بمنع السائق من الدخول مجددا إلى المركب، الأمر الذي أثار موجة من الغليان العمالي. ص / فرطاس