بغورة يحاول احتواء الوضع بعد تفجير قضايا الفساد والرشوة يلتقي أعضاء الجمعية العامة لرابطة باتنة الجهوية بداية من الساعة (10,00)، في دورة استثنائية لنشر الغسيل وتوضيح الرؤية بخصوص فضيحة قضايا الفساد والرشوة التي طفت على السطح مؤخرا، بعد خروج العديد من مسؤولي النوادي عن صمتهم، ووصفهم المجموعة التي كانت تشرف على المنافسة ب «العصابة»، مع اتهام عضوين تمت تنحيتهما مؤخرا. دورة اليوم وحسب ما أكده مصدر من داخل المكتب الفيدرالي أمس للنصر، تقرر عقدها بمقترح من رئيس الرابطة محمد بغورة دون تدخل الفاف، لأن هذه القضية طرحت بحدة خلال الاجتماع الأخير للمكتب الفيدرالي يوم الأربعاء الماضي، أين تحصل بغورة على تزكية مسبقة من روراوة لمواصلة مهامه، رغم هذه الفضيحة، لكن بغورة ارتأى استدعاء أعضاء الجمعية العامة لجلسة طارئة، في محاولة للتعرف على محله من الإعراب لدى رؤساء ومسؤولي النوادي، بعدما بلغ الحديث عن قضايا الفساد والرشوة ذروته خلال الأسبوعين الفارطين. هذا وأشار مصدر النصر بأن بغورة طلب من عضو المكتب الفيدرالي عبد القادر شعبان الحضور لدورة اليوم إلى باتنة كضيف شرف، وبالمرة الوقوف على حقيقة الوضع، لكن شعبان تحفظ بحجة أن الفاف لم تطلب من رئيس رابطة باتنة الجهوية برمجة جمعية عامة استثنائية، وبالتالي فإن حضوره يبقى مرهونا بإشعار مسبق من الاتحادية، وهو الإجراء الذي سعى بغورة إلى استكماله ظهيرة أمس بالاتصال مع روراوة شخصيا، وطلب إيفاد ممثل رسمي من الفاف لمتابعة الأشغال. هذا و سيسعى بغورة اليوم إلى نشر الغسيل و فتح باب النقاش بخصوص قضايا الفساد والرشوة التي شوهت طاقم الرابطة، بعد كشف بعض المسيرين ملفات مثيرة، وجهت فيها أصابع الإتهام مباشرة للمدير الإداري والمالي السابق مبروك جبايلي المعروف باسم «بوزو»، والرئيس السابق للجنة الجهوية للتحكيم مسعود بن عمار، بالتورط في فضائح ترتيب نتائج المقابلات، والتحكم في تسيير المنافسة بين البرمجة والتحكيم، إلى درجة أن العديد من المسيرين ذهبوا إلى حد التأكيد على أن هذا الثنائي كان يضبط قائمة الصاعدين والنازلين في «الكواليس» بمجرد انطلاق الموسم الكروي. فضائح أجبرت بغورة على عقد جمعية عامة طارئة صبيحة اليوم، في محاولة منه للتواصل مع الأطراف الفاعلة في الوسط الكروي بالمنطقة، بعدما كان ممثلون من مكتب الرابطة قد قاموا في غضون الأيام القليلة الماضية بدوريات إلى الرابطات الولائية، والالتقاء برؤساء فرق كل ولاية، حيث أن الإشكال الذي طفا على السطح يكمن في إصرار ممثلي ولايتي البرج وخنشلة، على عدم التعامل مستقبلا مع الرابطة الجهوية بباتنة بسبب قضايا الفساد، ما وضع مستقبل علاقة العمل على المحك، ودفع ببغورة إلى الإلتقاء مباشرة برؤساء النوادي لتباحث الوضع، والسعي لرسم خارطة طريق كفيلة بطي صفحة «الفساد»، وضمان التواصل بصورة منتظمة ومستمرة بين جميع الأطراف في المستقبل، ولو أن دورة اليوم تعد بمثابة الموعد الذي سيمكن بغورة من قياس حجمه بعد الزوبعة العنيفة التي هزت أركان هيئته، لأنه كان قد بادر إلى الإدلاء بتصريحات صحفية حاول فيها تبرئة ذمته، بالتأكيد على أنه لم يكن على علم بما يحدث، وأن نشاط الكواليس وصفقات الرشوة والفساد كانت تبرم بين أطراف معينة ومحددة، من دون لفت إنتباه المسؤولين النزهاء في الرابطة. على صعيد آخر كشف مصدر النصر بأن روراوة كان قد أعطى الضوء الأخضر لبغورة من أجل مواصلة مهامه بصفة عادية على رأس رابطة باتنة، وهذا خلال الاجتماع الأخير للمكتب الفيدرالي، بعد التأكد من قرار إبعاد الثنائي مبروك جبايلي ومسعود بن عمار نهائيا من تركيبة المكتب، لأن رئيس الفاف كان على هامش نهائي كأس «السوبر» بقسنطينة، قد طلب من الأمين العام للرابطة فاروق معيرفي التكفل بتسيير الأمور الإدارية، وبالتالي الاستغناء عن منصب المدير الإداري والمالي الذي كان جبايلي يشغله، سيما وأن معيرفي يزاول مهامه في الأمانة العامة منذ نحو 15 سنة. وبخصوص «السيناريو» الذي كان وراء طفو هذه القضية على السطح، أوضح مصدرنا بأن روراوة كان قد تلقى شكاوى كتابية من رؤساء بعض الفرق التي تنشط بطولة جهوي باتنة، وجهت أصابع الإتهام مباشرة للثنائي جبايلي وبن عمار، بالضلوع في قضايا الرشوة وترتيب نتائج المقابلات، قبل أن تتفاقم الأمور بتوزيع قصاصات في الشوارع ونشرها عبر «الفايسبوك»، تتحدث عن رؤوس فساد في الرابطة، الأمر الذي جعل روراوة يتصل في أواخر أوت الماضي ببغورة للإستفسار عن هذه القضية، ويقرر بعدها مباشرة إقصاء جبايلي وبن عمار من مزاولة أي نشاط في رابطة باتنة، ما تزامن مع قرار تعيين مدراء جهويين للتحكيم، ليتم تنصيب الحكم الفيدرالي السابق عبد الحميد عويطي على رأس لجنة التحكيم خلفا لبن عمار، مقابل توسيع دائرة مهام الأمين العام معيرفي إلى الإدارة و المال. وخلص مصدرنا إلى التأكيد على أن الفاف لم ترسل إطلاقا لجنة تحقيق و تفتيش إلى رابطة باتنة الجهوية، و أن القرارات المتخذة كانت بناء على معطيات تحصل عليها روراوة شخصيا من بعض رؤساء الفرق، و قد كشف لبغورة عن ذلك في إجتماع الأربعاء الماضي، و طلب منه ضرورة تطهير محيطه، و جلب إطارات شابة من خريجي الجامعات للعمل في مختلف لجان الرابطة، في الوقت الذي أصر فيه رئيس الفاف يضيف ذات المصدر على عدم دخول الإتحادية أو رابطة باتنة الجهوية كطرف مباشر في القضية، بعد تصاعد الحديث إعلاميا عن ملف الفساد، لأن إحالة القضية على العدالة ليست من صلاحيات الرابطة، و بالتالي فإنها لن تتأسس كطرف مدني إذا تقدم أحد الرؤساء بشكوى رسمية لدى الجهات القضائية، و هو جانب من المنتظر أن يركز عليه بغورة في دورة اليوم، ليخلص مصدرنا إلى القول بأن مصالح أمن ولاية باتنة لم تفتح إلى غاية ظهيرة أمس أي تحقيق معمق في هذه القضية، في ظل عدم تلقيها شكوى رسمية من طرف معين.