أمطار طوفانية تعزل الأحياء وتشل الدراسة عبر عدة بلديات بالطارف عاشت نهاية الأسبوع عدة أحياء بولاية الطارف ، على وقع الإحتجاجات بسبب تأخر البلديات والمصالح المعنية التكفل بأوضاعهم بتجهيز القنوات و إزالة الأوحال بعد أن ظلوا محاصرين بين السيول ، من جراء الفيضانات التي إجتاحت أحيائهم نتيجة الأمطار الطوفانية المتساقطة خلال 48ساعة الماضية والتي فاقت 70ملم. و زاد عليها لجوء الجهات المعنية إلى تسريح الكميات الفائضة من السدود عبر الأودية خاصة وادي الكبير، الأمر الذي كاد أن يتسبب في وقوع الكارثة، خصوصا ببلديات الجهة الشرقية من عين العسل إلى بحيرة الطيور ، حيث ظلت مصالح الحماية المدنية تراقب الوضع بهذا الوادي تحسبا لأي طارئ ، كما غمرت السيول مئات الهكتارات من الأراضي الفلاحية خاصة بسهل الطارف الذي يضم بلديات عين العسل ، الطارف ، بوثلجة وبحيرة الطيور ، أين تحولت المساحات الفلاحية إلى بحيرات عائمة بالشكل الذي أعاد إلى الأذهان كارثة فيضانات 2011 التي كبدت الولاية خسائر فادحة وذكرت تقارير ،أن الأمطار تسببت في حدوث فيضانات عارمة عبر عديد البلديات ، مخلفة وراءها أحياء وتجمعات سكانية معزولة و تشريد عائلات في العراء بعد تسرب السيول إلى منازلهم وإتلافها لأغراضهم ، خاصة منهم قاطنو الأحياء الهشة والبنايات القديمة بكل من عين العسل ، الشط ، بوثلجة ، بحيرة الطيور ، القالة ... الذين عاشوا حالة من الذعر خوفا من وقوع الكارثة، في حين إشتكى بعض المنكوبين عدم تكفل البلديات بأوضاعهم بترحيلهم إلى مراكز عبور مؤقتة إلى غاية زوال الخطر. وقد تسببت السيول بعاصمة الولاية في غلق عديد الشوارع و أحياء سكنية من جراء إرتفاع منسوب مياه الأمطار على غرار أحياء 168مسكنا ، الحي القديم ،حي 80مسكنا وغيرها التي غرقت في فيضانات عارمة والتي زاد عليها إنسداد البالوعات و ورشات مشاريع التحسين الحضري المفتوحة ، وهو ما أدى إلى عرقلة حركة السير و عزلة هذه الأحياء التي وجد سكانها صعوبة كبيرة في الخروج من منازلهم لقضاء مصالحهم و التوجه لأماكن عملهم.من جانب آخر أغلقت عدة مؤسسات إدارية على غرار مؤسسة سونلغاز ، غرفة الصناعة والتجارة ، وكالة القرض المصغر ، وكالة أنساج والضمان الإجتماعي ..بعد أن إستحال على الموظفين الإلتحاق بأماكن عملهم جراء إرتفاع منسوب السيول و التي زاد عليها تدهور وإنسداد حالة مختلف الشبكات الأخرى وعجزها إستيعاب السيول الكبيرة المتدفقة عليها . من جهة أخرى أغلقت عدة محلاتهم أبوابها بفعل تراكم المياه وإرتفاع منسوب السيول التي إختطلت مع مياه الصرف مخلفة وراءها بحيرات متعفنة .في وقت سارعت فيه المصالح المعنية إلى إمتصاص المياه من الشوارع و والأحياء لفك العزلة عن الأحياء بعد أن ظلوا عالقين لساعات.من جهة ثانية تسببت الأمطار الغزيرة في شل الدراسة بعديد المؤسسات التربوية في مختلف الأطوار عبر العديد من البلديات ،خاصة بثانوية مرزوق الشريف بمدينة الطارف ، متقن القالة ، ثانوية سراي أحمد بعين العسل وإبتدائية الشط ... وهذا بعد أن غمرت السيول الساحات ومداخل هذه المؤسسات وتسرب مياه الأمطار إلى الحجرات .من ناحية أخرى تسببت السيول ببلدية عين العسل في فيضانات على الطريق الوطني رقم 44 ما أدى إلى عرقلة حركة المرور ، فضلا عن عزلة بعض الأحياء من ذلك حي البفة ، حي الشهداء و طريق السوق حيث ظل سكانها عالقون بين الأوحال والسيول وتسربها إلى منازلهم ،وهو ما أثار إمتعاضهم أمام الوضعية المزرية التي ألت إليهم أحيائهم . و بالقالة سجلت فيضانات عارمة بحي جبهة التحرير بالمخرج الغربي للمدينة ، وكذا تدفق السيول نحو وسط المدينة محدثة وراءها حالة طواري ، فضلا عن تسجيل تسرب للمياه إلى سكان الأحياء الهشة بواجهة البحر الذين سارعوا بالفرار خارج بيوتهم خوفا من إنهيارها فوق رؤوسهم.زيادة على ذلك تسببت التقلبات الجوية ببلديات بوثلجة ، إبن مهيدي ، الشط ، أم الطبول و الذرعان في حدوث فيضانات حاصرت معها سكان الأحياء الذين غرقوا في الأوحال وبرك المياه العائمة التي إختلطت مع مياه الصرف بعد إنفجار شبكات التطهير لتدهور حالتها وعدم قدرتها إستيعابها كميات الأمطار المتدفقة نحوها. وذكرت مصادر مسؤولة ،أن الأمطار تسببت في تضرر 9 منازل وإنهيار جدار منزل بقرية الكولون ، ناهيك عن قطع الطرقات ببعض القرى والتجمعات السكانية الثانوية بفعل إرتفاع منسوب المياه ، من ذلك غلق الطريق الرابط بين عين أخيار والطارف ، وطريق الريغية وطريق بحيرة الطيور ..مع تسجيل صعوبة في الحركة ببعض المحاور كالوطنيين رقم 44 و84 بفعل إرتفاع منسوب وادي الكبير ووادي سيبوس وبوناموسة التي تبقى السبب الرئيسي لكوارث الفيضانات بالولاية .