دعا الوزير الأول عبد المالك سلال أمس المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين إلى بذل المزيد من الجهود من أجل تطوير منتوجات مؤسساتهم و تعزيز قدراتها التنافسية حتى تكون في مستوى منافسة الإنتاج الأجنبي، بما يمكن من فرضها في الأسواق الخارجية، مشددا على ضرورة إثبات المتعاملين لوطنيتهم من خلال الحرص على تحقيق وكسب تحدي تنويع التصدير خارج المحروقات الذي تراهن عليه الحكومة في تحقيق مداخيل أخرى للبلاد، في ظل تراجع إيرادات النفط. وخلال إشرافه على تدشين الطبعة 24 لمعرض الإنتاج الوطني في قصر المعارض " صافيكس " بالصنوبر البحري ( العاصمة ) أكد سلال، خلال حديثه مع مختلف المتعاملين الاقتصاديين العموميين منهم والخواص، بأن الحكومة قد اتخذت كل الإجراءات وقدمت أيضا كل التحفيزات والتعليمات من أجل ترقية الإنتاج الوطني في مختلف مجالات النشاط وما على المتعاملين الاقتصاديين سوى " إثبات وطنيتهم›› من خلال المساهمة بفعالية في كسب تحدي رفع حجم الصادرات خارج المحروقات، مشددا في هذا الصدد على ضرورة الإسراع لدخول الأسواق الخارجية سواء العربية منها أو الإفريقية وبقوة. وأكد سلال بالقول " لقد أبرمنا العديد من الاتفاقيات من بينها اتفاقية التبادل العربي الحر واتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي وعليكم استغلال هذه الاتفاقيات من أجل تصدير الإنتاج الجزائري إلى مختلف الأسواق في إطار هذه الاتفاقيات، إذ من غير المعقول أن نستمر في الاستيراد ولا نصدر وعلينا اليوم أن نصل إلى تحقيق توازن سريع بين الصادرات والواردات››، مضيفا " عليكم إثبات وطنيتكم››. وخلال تطرقه للحديث عن التدابير والإجراءات المتخذة الرامية لتشجيع و دعم الاستثمار الوطني المنتج، أشار سلال إلى التعليمات التي تم تقديمها لمختلف القطاعات الحكومية التي تشدد على الحرص على استعمال المواد المصنعة محليا في جميع مراحل تجسيد المشاريع، إلى جانب التسهيلات الخاصة بالحصول على العقار الصناعي والقروض، مبرزا بأنه تم اتخاذ العديد من الإجراءات الأخرى في إطار قانون المالية لسنة 2016 ، ومن بينها كما ذكر " تخفيض الضريبة المفروضة على النشاط المهني التي تطبق على رقم أعمال المؤسسات من 2 إلى 1 بالمائة›› وقال " قانون المالية ما فيه غير الخير ". من جهة أخرى وخلال استماعه لبعض المتعاملين الخواص الذين طالبوا بخط نقل أخضر من أجل تسهيل عمليات الاستيراد والقضاء بالتالي على الصعوبات والعراقيل التي تواجههم حاليا أبدى سلال موافقته على هذا الطلب ووعد بالسعي لتجسيده داعيا في المقابل كل المتعاملين إلى ضرورة التعاون فيما بين بعضهم البعض، في إطار مجمعات من أجل تدليل الصعوبات وتحقيق الأهداف المسطرة، واعدا بتقديم كل التسهيلات وإجراءات المرافقة للمؤسسات التي تتوجه نحو التصدير.وخلال تردده رفقة الوفد الحكومي الهام الذي رافقه إلى المعرض، على جناح المؤسسة العمومية لإنتاج الإسمنت " جيكا " أكد سلال على ضرورة كسب التحدي الرامي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من مادة الإسمنت والشروع في تصدير الفائض منها في 2017. وكان الوزير الأول قد أشرف بعد ظهر أمس على تدشين الطبعة ال 24 لمعرض الإنتاج الوطني الذي سيدوم إلى غاية الثلاثاء المقبل، وهي التظاهرة الاقتصادية التي تتميز بمشاركة 356 عارضا وطنيا، تحت شعار ‘' الإنتاج الجزائري ضمان لاقتصاد متغير''.. وتتمثل أهم القطاعات الحاضرة في الصالون في الصناعات الغذائية و التغليف ب 78 عارض والصناعات الميكانيكية والحديد والصلب ب 69 مشارك و الصناعات الكيميائية والبتروكيميائية ب 64 منتج وطني و قطاع الخدمات المالية ب 55 مشارك، فيما تحضر الصناعات التحويلية ب 54 عارضا بجانب الصناعات الكهربائية والالكترونية و الآلات الكهرومنزلية ب 36 مشارك.