"إلياذة الجزائر" تعظم دور ماسينيسا على حساب سيفاقس اعتبر الأستاذ الباحث في التاريخ القديم بجامعة باتنة 01، جمال مسرحي، بأن إلياذة الجزائر تحمل توجيها، لكاتبها شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا من طرف مؤرخين، قال بأنهم أبرزوا بطولات القائد النوميدي ماسينيسا، على حساب القائد سيفاقس، و هو ما انعكس، حسبه، في «إلياذة الجزائر»، مشيرا إلى أن سيفاقس يعد أول من وحد المملكة النوميدية، و يمكن اعتباره، مثلما أضاف الباحث خلال استقباله بالنادي الأدبي الشهري لجمعية الشروق الثقافية أول أمس، بأنه أول من أسس نواة الديبلوماسية الجزائرية حاليا . أبرز الأستاذ الباحث في التاريخ القديم، المختص في تاريخ حضارات البحر الأبيض المتوسط في مداخلته مساء أول أمس بدار الثقافة بباتنة، بطولات القائد النوميدي سيفاقس وأكد بمناسبة إصدار كتابه «المقاومة النوميدية للاحتلال الروماني» بأنه يمكن اعتباره أول من أسس النواة الأولى للديبلوماسية في المملكة النوميدية بعد أن نجح في توحيدها مشيرا إلى أن هذه النواة يمكن اعتبارها بداية الديبلوماسية الجزائرية. وذكر الباحث بأن سيفاقس يعود له الفضل في عقد أول مؤتمر دولي سنة 206 قبل الميلاد، جمع خلاله قائد الرومان بقائد قرطاجة لعقد هدنة لحماية المملكة النوميدية وذلك بمدينة سيق، الكائنة بضواحي مستغانم، و أشار إلى أن أبياتا شعرية في إلياذة مفدي زكريا التي وقعها بمناسبة إحياء الذكرى العشرين للثورة التحريرية، تبرز بطولات ماسينيسا، أكثر من أمجاد سيفاقس الذي حاول إعادة الاعتبار له و استدل الباحث بالبيت الشعري الذي جاء فيه: « دعوا ماسينيسا يخلد زكي دمانا وخل سيفاكس يحكي لروما مدى الدهر كيف كسبنا الرهانا وكيف غدا ماسينيسا ظافرا بزامة ولم يرض فيها الهوان» الباحث وعلى هامش أمسية النادي الأدبي، كشف عن إصداره الجديد «المقامة النوميدية للاحتلال الروماني من سيفاقس إلى تاكفاريناس»، وهو المؤلف الذي تطرق فيه لمرحلة من تاريخ الجزائر القديم، مسلطا الضوء على نهاية الدولة القرطاجية سياسيا، و بداية الاغتصاب الروماني الاستعماري لبلاد المغرب القديم، أو ما يعرف بنوميديا كما عرفها الإغريق. و ركز الكتاب الذي هو عبارة عن دراسة، على فترة الملوك النوميديين، بالاعتماد على أسلوب التوازن السياسي بين القوتين المتصارعتين على سيادة الحوض الغربي للبحر المتوسط وهما القرطاجيين و الرومان.