أزال الأستاذ الباحث جمال مسرحي من جامعة باتنة، الكثير من الجوانب الغامضة التي تكتنف التاريخ القديم للجزائر، وهذا خلال نزوله أول أمس ضيفا في ندوة نظمتها جمعية شروق الثقافية في دار الثقافة بباتنة، وتركزت على عدة محاور بعنوان "المملكة النوميدية.. النواة الأولى للدولة الجزائرية، ودعا في الوقت نفسه إلى ترك النقاش حول الأمازيغية للمختصين والباحثين وتناول الباحث جمال مسرحي محاور عديدة بخصوص تاريخ الجزائر القديم، والتي شهدت صراعات داخلية وخارجية ترتبت عليها نتائج مهمة في تاريخ المنطقة، حيث كشف ضيف جمعية شروق الثقافية حقائق تاريخية، خاصة ما تعلق بالقائد سيفاكس الذي قاوم الرومان ووحد الدولة النوميدية داخل حدود وإقليم يمثل جزائر اليوم ، وسط نقاش وتجاوب الحضور ممن كشفوا عن اهتمامهم بالتاريخ القديم للجزائر. واستعرض الباحث جمال مسرحي الذي يشتغل أستاذا بقسم التاريخ (جامعة باتنة) أهم فصول كتابه الموسوم بالمقاومة النوميدية للاحتلال الروماني من سيفاكس إلى تاكفاريناس 203 قبل الميلاد 24 الميلاد، مركزا على مجموعة من الأفكار التي طرحها بجرأة أكاديمية، داعيا إلى ضرورة توحيد مصطلحات التاريخ القديم، واستخدام كلمة الماسيل والمازيسيل بدلا من "البربر" التي اعتبرها كلمة مشينه ومسيئة للسكان الأصليين، كما تطرق إلى توحيد المملكة النوميدية سنة 205 ق م على يد الملك المازيسولي سيفاكس، واستعرض أهم مراحل حكمه، مؤكدا بأنه حان الوقت لرد الاعتبار لهذه الشخصية الوطنية التاريخية التي طمست حسبه معالمها بقصد أو بغير قصد. من جانب آخر، تناول الباحث جمال مسرحي ما أسماه ببدايات الدبلوماسية الجزائرية، من خلال مؤتمر سيقا الدولي سنة 206 قبل الميلاد، الذي أشرف عليه سيفاكس وجمع بين قائد الجيش الروماني سيبيون ايمليانوس والقائد القرطاجي صدر بعل بن جيسكون، حيث حاول من خلاله سيفامس تقريب وجهات النظر بين القائد في الصراع الدائر بين روما و قرطاجة، وأشار إلى قضية زواج سيفاكس بالأميرة سوفونيزبا، وصحح الأستاذ جمال مسرحي ما ذهب إليه بعض المؤرخين حول هده الزيجة التي أرادوا من خلالها الإساءة إلى الشخصيات المغاريية، حيث وضعها الأستاذ جمال مسرحي في إطار التحالف النوميدي القرطاجي أثناء فترة حكم سيفاكس، كما أجاب ضيف ندوة جمعية شروق الثقافية عن الكثير من أسئلة الحضور المتعلقة بالأمازيغية، داعيا إلى ترك جزئيات هذا الملف للمختصين، والباحثين في اللسانيات واللغات والتاريخ الذين يعدون أهلا للبحث فيها.