الهدف المبكر أخلط حساباتنا و لم نقو على تحدي إرادة الجزائريين إعترف مدرب المنتخب المغربي إيريك غيريتس بأحقية المنتخب الجزائري في الظفر بالنقاط الثلاث، وأكد في هذا السياق عقب المباراة بأنه لا يمكن أن يوجه اللوم للاعبيه، لأنهم إصطدموا بمنافس لعب بإرادة كبيرة، و « فيزيونومية « المواجهة ساعدته على إحراز النقاط الثلاث. الندوة الصحفية التي نشطها سهرة الأحد إلى أنه ليس متعودا على إنتقاد طاقم التحكيم، و بالتالي فإنه لا يمكن أن يتحدث عن الطريقة التي أدار بها الطاقم الموريسي هذه المباراة، لكنه أوضح بأن بعض القرارات التي أعلنها الحكم أثارت نرفزة لاعبي المنتخب المغربي، من دون أن يعرج إطلاقا على لقطة ضربة الجزاء. أما بخصوص أطوار المقابلة إعترف غيريتس بأن الهدف المبكر الذي سجله المنتخب الجزائري كان له أثر كبير على الحالة النفسية والمعنوية للاعبيه، لأنه و كما قال « من الصعب إستعادة التركيز و التوازن بعد تلقي هدف في الدقائق الأولى، لأننا كنا قد ضبطنا حسابات نأخذ فيها ال 20 دقيقة الأولى لجس النبض، و تشريح نقاط قوة و ضعف المنافس، و الحقيقة أن عناصرنا لم تتمكن من العودة في المباراة إلا بعد نحو ربع ساعة من تلقي الهدف، وهي الفترة التي كنا نخشى فيها تلقي أهدافا أخرى، لأن لاعبينا كانوا خارج الإطار و فقدوا تركيزهم كلية «. إرادة الدفاع الجزائري وضعت الشماخ في عزلة رغم تغيير الخيارات غيريتس أوضح في نفس الإطار بأن المعطيات تغيرت كلية، و اللقاء لعب لمدة 85 دقيقة بحسابات تختلف كلية عن تلك التي كان قد ضبطها، لأن تفوق المنتخب الجزائري منذ اللحظات الأولى أجبر « المغاربة « على صنع اللعب، و المهمة لم تكن سهلة أمام منافس أظهرت عناصره إرادة كبيرة في تحقيق الإنتصار، و هنا فتح مدرب « أسود الأطلس « قوسا ليشير إلى أن التكتل الدفاعي المحكم للمنتخب الجزائري أجبره على تجريب العديد من الخيارات منها محاولة التوغل من المحور، ثم الكرات العرضية الطويلة صوب الشماخ، لكن من دون النجاح في فك الحصار الذي كان مفروضا على الشماخ، ليخلص غيريتس إلى القول بأنه لا يلوم مهاجم نادي أرسنال على المردود الذي قدمه في هذه المواجهة، و الذي لا يتماشى و مستواه الحقيقي، لكن بقاءه لفترة طويلة بعيدا عن أجواء المنافسة الرسمية أثر كثيرا عليه. الجمهور الجزائري نادر و ركزت في تحضيراتي على هذا الجانب على صعيد آخر جدد غيريتس إعجابه بالجمهور الجزائري، و أكد بأنه جمهور نادر، و قد وقف على ذلك منذ وصوله إلى عنابة سهرة الجمعة الماضي، غير أن الإقبال القياسي على المدرجات، و الصور النادرة التي صنعها الجزائريون تدل حسب قول التقني البلجيكي على أن الجزائريين يعشقون كرة القدم، و يتعلقون بمنتخبهم، و هو عامل إضافي يحسب لهذا البلد، و لو أن غيريتس أكد في معرض حديثه عن هذا الجانب بأنه كان قد خصص جزء من تحضيراته لهذه المواجهة للإقبال الجماهيري، كونه كان يتوقع اللعب أمام مدرجات مكتظة عن آخرها، و لو أن مثل هذه المشاهد كان قد وقف عليها عند فرحة الجزائريين بتأهل منتخب بلادهم إلى المونديال . الحسابات تعقدت و من السابق لأوانه الحديث عن التأهل و عن نظرته للحظوظ في التأهل، أشار مدرب المنتخب المغربي إلى أنه كان قد صرح منذ البداية بأنه جاء إلى عنابة بحثا عن نقطة التعادل، لأنه يدرك جيدا بأن هذه النقطة تسمح له بالإنفراد بصدارة المجموعة الرابعة، و بالمرة رهن نسبة كبيرة من حظوظ المنتخب الجزائري، لأنه يرى في « الخضر « المنافس الوحيد القادر على قطع الطريق أمام المغرب في هذه التصفيات، لكن و بعد هذه النتيجة فإن الأمور حسب غيريتس عادت إلى نقطة الصفر، و كل المنتخبات لها نفس الحظوظ في التأهل، دون الأخذ في الحسبان عاملي الأرض والجمهور، لأن فوز المغرب بدار السلام في الجولة الثانية يبقي كل الإحتمالات واردة عند تنقل الجزائر إلى تانزانيا، و من السابق لأوانه الحديث عن المتأهل بعد تواجد المنتخبات الأربعة جنبا إلى جنب في صدارة المجموعة.