المغرب يحاول التشويش على جهود الجزائر لإنهاء الأزمة في ليبيا سلطت صحيفة «اتلانتيكو»، الفرنسية، في عددها الصادر أمس الأول، الضوء على المساعي التي تقوم بها الجزائر للمّ شمل الفرقاء الليبيين، وإنهاء الصراع المحتدم على السلطة في ليبيا، و أجرت الصحيفة حواراً مع جان-فرانسوا داجيزان، الباحث السياسي الفرنسي الذي أكد على أن «السياسة الخارجية للجزائر واضحة للغاية حيث تقوم على عدم التدخل بصورة مطلقة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وقال بالمقابل بأن تدخل المغرب كوسيط في الملف زاد من تعقيد الأزمة عوض حلها. اعتبر جان-فرانسوا داجيزان، الباحث السياسي الفرنسي، بأن ما يقوم به المغرب في الملف الليبي، هو تشويش على الجهود التي تبذلها الجزائر لتسوية الأزمة الليبية، وقال الخبير الفرنسي، في تصريح لصحيفة «اتلانتيكو»، الفرنسية، بأن المغرب لا يرغب في تسوية الأزمة الليبية، بقدر ما يسعى جاهدا للتأثير على المساعي التي تقوم بها الجزائر منذ عدة أشهر لبحث تسوية سياسية للأزمة في ليبيا. وأوضح الباحث الفرنسي، بأن دخول المملكة المغربية على الخط أدى إلى تعميق الخلافات الليبية أكثر، مشيرا إلى أن المغرب فشل في وقت سابق في التأثير على المساعي التي قامت بها الجزائر لحلحلة الأزمة في مالي، وهو ما تأكد فعلا عندما حاول المخزن التأثير على سير المفاوضات بين الفرقاء في مالي، باستضافة بعض الوجوه البارزة في الحركات الأزوادية، وبعد فشل محاولته حول أنظاره إلى الصراع الدائر في ليبيا. وقال الباحث الفرنسي إن «الجزائر استضافت عدة اجتماعات بين الأطراف في الصراع الليبي بهدف وقف الاعتداءات ، وأن الأمور تتعقد عندما يقوم المغرب الذي لا يرغب في ترك ممارسة دور الوسيط لمنافسه الجزائر، بتنظيم مفاوضات بين الأطراف الليبية نكاية فقط في الجزائر وليس رغبة في التوصل إلى حل سياسي للصراع». وأكد جان-فرانسوا داجيزان، أن «السياسة الخارجية للجزائر واضحة للغاية حيث تقوم العقيدة الإستراتيجية التي تتبناها منذ فترة طويلة، على عدم التدخل بصورة مطلقة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وعدم قيام الجيش الجزائري بتجاوز حدود بلاده، بالإضافة إلى تأييد الحل السياسي للصراعات اعتمادا على المؤسسات الدولية مثل الأممالمتحدة أو الإتحاد الأفريقي وتعد هذه العقيدة لدى الجزائر مقدسة ومن الصعب تغييرها». وأضاف داجيزان، أنه «على الرغم من أن الأزمة الداخلية في ليبيا تؤثر يوماً بعد يوم على الاستقرار الداخلي لكل دول المنطقة، إلا أن عقيدة الجزائر قد أرغمتها على تحديد تحركها والاكتفاء بالقيام ببعض المساعي السياسية والدبلوماسية». وترفض الجزائر كل المحاولات التي ترمي إلى إقحامها في المستنقع الليبي، وقد واجهت الحكومة في السنوات الأخيرة ضغوطات كبيرة كان الهدف منها حمل الجزائر على التدخل عسكريا في ليبيا، ولعب دور «دركي» المنطقة وهو ما رفضته الجزائر التي أكدت في كل المناسبات بأن «حل الأزمة الليبية بين أيدي الليبيين دون سواهم»، وهو ما أكده الوزير الأول عبد المالك سلال خلال اجتماع له بأطراف الثلاثية، حين قال بأن الجزائر ترفض لعب دور دركي المنطقة الذي يراد لها أن تلعبه من طرف القوى العالمية الكبرى، مشيرا إلى أن تاريخ الجزائر وعقيدتها لا يسمحان لها بالانخراط في هذا المسار. وعملت طيلة أشهر على تقريب وجهات النظر بين فرقاء الأزمة الليبية، واستضافت أكثر من 200 شخصية ليبية في لقاءات رسمية وأخرى غير معلنة بغية إيجاد حل سياسي يجنب المنطقة تبعات تدخل عسكري أجنبي. وقال وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل خلال الاجتماع الثامن لدول الجوار الليبي، مؤخرا إن الجزائر ستقف إلى جانب ليبيا لمرافقة حكومة الوحدة الوطنية ومساعدتها على تخطي صعاب بناء وتشييد المؤسسات الليبية الجديدة والتصدي لكل المعوقات وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب الذي أصبح يهدد كيان البلد الشقيق وأمن واستقرار دول الجوار»، مؤكدا رفض الجزائر للتدخل العسكري لحل الأزمة في ليبيا لاعتقادها الراسخ أن هذه الوسيلة لا تمكن من تسوية الأزمات، بل بالعكس تؤدي إلى تعقيدها. أ أنيس ن